تتجه أنظار عشاق الساحرة المستديرة صوب مدينة أغادير المغربية، حيث يستعد ملعب “أدرار” لاحتضان قمة كروية مرتقبة تجمع بين المنتخب المصري ونظيره الجنوب أفريقي مساء الجمعة، ضمن منافسات الجولة الثانية للمجموعة الثالثة بنهائيات كأس الأمم الأفريقية 2025. وتكتسب هذه المواجهة أهمية قصوى لـ “الفراعنة” الساعين لفرض كلمتهم في البطولة القارية وتأكيد جدارتهم بالمنافسة على اللقب الغائب عن خزائنهم منذ نسخة أنجولا 2010، لا سيما وأن الفوز سيمنح الفريق دفعة قوية للانفراد بصدارة المجموعة وفك الشراكة النقطية مع منافسه المباشر.
وفي أجواء المعسكر المصري، سادت حالة من التفاؤل والحذر في آن واحد، حيث عبر المهاجم الشاب إبراهيم عادل عن جاهزية اللاعبين التامة لهذا التحدي، مؤكداً أن الجهاز الفني قام بتحليل دقيق لأسلوب لعب “البافانا بافانا”، واضعاً يده على مفاتيح اللعب ونقاط الضعف لدى الخصم. وشدد عادل على أن الفريق طوى صفحة المباراة الافتتاحية أمام زيمبابوي، التي شهدت سيناريو مثيراً قلب فيه رفاق محمد صلاح تأخرهم إلى فوز ثمين، مشيراً إلى أن التركيز منصب الآن على تفادي إهدار الفرص والسعي للتسجيل المبكر لضمان السيطرة على مجريات اللعب وحصد النقاط الثلاث، داعياً الجماهير المصرية لمواصلة دعمها المعهود.
وعلى الجانب الآخر، يدرك الجهاز الفني للمنتخب المصري صعوبة المهمة أمام فريق منظم يقوده المدرب البلجيكي هوجو بروس، والذي يعتمد في قوامه الأساسي على الانسجام الكبير بين لاعبي صن داونز وأورلاندو بيراتس، مدعومين ببعض العناصر المحترفة. ويمتلك منتخب “الأولاد” تاريخاً لا يستهان به في البطولة، حيث توج باللقب مرة واحدة عام 1996 وحل وصيفاً وثالثاً في نسخ أخرى، وقد أظهر قوة كبيرة في التصفيات بتأهله دون هزيمة، مما يجعله نداً قوياً يطمح هو الآخر للانفراد بالصدارة بعد تساويه مع مصر برصيد ثلاث نقاط لكل منهما، بينما يقبع منتخبا زيمبابوي وأنجولا في ذيل الترتيب بلا رصيد.
ولإعداد اللاعبين لهذه المعركة، لم يكتفِ حسام حسن، المدير الفني للفراعنة، بالتحضير البدني والتكتيكي، بل لجأ إلى سلاح الإعداد النفسي، مستعيداً ذكريات أمجاد 1998 عندما قاد المنتخب كلاعب للتتويج باللقب على حساب جنوب أفريقيا نفسها. وعقد “العميد” جلسات مكثفة مع اللاعبين لرفع الضغوط عن كاهلهم وتعزيز ثقتهم بأنفسهم، مطالباً إياهم بالهدوء والتركيز الذهني داخل المستطيل الأخضر، باعتبار أن الاستقرار النفسي هو المفتاح لفك شفرة الدفاع الجنوب أفريقي الصلب واستكمال مشوار استعادة الهيبة القارية.
وفيما يخص الخيارات الفنية، استقر الجهاز الفني بنسبة كبيرة على التشكيلة الأساسية التي ستخوض اللقاء، حيث من المتوقع أن يواصل محمد الشناوي حماية العرين، ومن أمامه رباعي خط الظهر المكون من محمد هاني، ورامي ربيعة، وياسر إبراهيم، وأحمد فتوح. وفي منطقة المناورات، تتجه النية للاعتماد على الثلاثي مروان عطية وإمام عاشور وتريزيجيه لضبط الإيقاع والربط بين الخطوط، بينما سيتولى قيادة الهجوم المثلث الناري المكون من محمد صلاح وعمر مرموش ومصطفى محمد، مدعومين بقائمة مدججة بالبدلاء الجاهزين في مختلف المراكز، بدءاً من حراسة المرمى ووصولاً لخط الهجوم، لضمان تنوع الحلول الفنية حسب مجريات المباراة.
التعليقات