خلال حديثه التلفزيوني الأخير، أماط أحمد حسن، المشرف على المنتخب المصري المشارك في منافسات كأس العرب، اللثام عن الدوافع والظروف التي أدت إلى غياب عدد من الأسماء البارزة عن القائمة، وفي مقدمتهم إمام عاشور وناصر ماهر. واستهل حديثه بالإشارة إلى أن الجهاز الفني اعتمد في تكوينه الأساسي على كتلة كبيرة من لاعبي فريق بيراميدز، حيث تم استدعاء سبعة عناصر دفعة واحدة شملت مراكز حراسة المرمى والدفاع والهجوم، إلا أن هذا التعاون لم يخلُ من توترات خفية؛ فقد أشار حسن بوضوح إلى أن موافقة إدارة النادي السماوي على تحرير المهاجم مروان حمدي لم تكن نابعة من مبدأ دعم المنتخبات الوطنية، بل جاءت كرد فعل مباشر واتفاق ضمني عقب طلب الاتحاد المغربي ضم وليد الكرتي، فكان القرار أشبه بصفقة تبادلية تسمح بخروج لاعب مقابل آخر.
وفي سياق متصل حول غياب النجوم المتألقين محليًا، أوضح مدير المنتخب أن النية كانت منعقدة بالفعل للاستفادة من خدمات الثلاثي إمام عاشور ومحمد إسماعيل وصلاح محسن، غير أن التراتبية الفنية تمنح الأولوية المطلقة للمنتخب الأول بقيادة حسام حسن، الذي قرر ضم هؤلاء اللاعبين لمعسكره الخاص، مما جعل من المستحيل قانونيًا وأدبيًا التعدي على اختياراته أو ضم نفس اللاعبين لبطولة أخرى.
ولم تتوقف الغيابات عند حدود الاختيارات الفنية للمنتخب الأول، بل امتدت لتشمل اعتذارات ومواقف شخصية متباينة؛ حيث رفض المدافع الدولي أحمد حجازي فكرة المشاركة، بينما أبدى عبد الله السعيد رغبته في الالتحاق بالبعثة بالتزامن مع انطلاق المباريات الرسمية فقط متجاوزًا فترة الإعداد، في حين كان ناصر ماهر يعلق آماله على الانضمام للمنتخب الأول، ورغم تواصل الكابتن حلمي طولان معه لمحاولة ضمه، إلا أن الأمر لم يكتمل. وإلى جانب هذه المواقف، لعبت الإصابات دورًا حاسمًا في حرمان الفريق من جهود عناصر مؤثرة مثل حسين الشحات وأحمد عبد القادر ومصطفى العش. واختتم حسن توضيحاته بالتأكيد على أن التحدي الأصعب تمثل في انشغال الأندية المصرية الأربعة الكبرى بالمنافسات الأفريقية، مما ضيق نطاق الاختيارات وحصرها في العناصر المتاحة فقط للتعامل مع الموقف.
التعليقات