تشير الأبحاث الطبية الحديثة إلى أن التهاون في تنظيف الأسنان لا يتوقف ضرره عند حدود الفم أو مجرد ظهور رائحة غير مستحبة، بل يتجاوز ذلك ليشكل تهديدًا حقيقيًا لصحة الجسم العامة، فقد أظهرت التقارير وجود علاقة وثيقة بين ترك هذه العادة اليومية وزيادة احتمالية التعرض لمخاطر صحية كبرى، مثل النوبات القلبية والسكتات الدماغية، خاصة عند تجاهل التنظيف قبل الخلود إلى النوم، مما يجعل العناية بالفم جزءًا لا يتجزأ من منظومة الحفاظ على حياة صحية وسليمة.

وتبدأ سلسلة الأضرار عادةً بتراكم بقايا الطعام التي تتحول في غضون ساعات إلى طبقات بكتيرية، وإذا لم تتم إزالتها بانتظام، فإنها تتصلب لتشكل مادة جيرية عنيدة خلال فترة قصيرة قد لا تتعدى ثلاثة أيام، وهذه التكلسات توفر بيئة مثالية لنمو الجراثيم التي تفرز أحماضًا ضارة تفتك بمينا الأسنان وتحدث نخورًا وتجاويف مؤلمة قد تنتهي بضرورة خلع السن، بالإضافة إلى تسبب تلك البكتيريا في انبعاث مركبات كبريتية تؤدي إلى معاناة الشخص من رائحة فم كريهة ومزمنة تزداد سوءًا مع مرور الوقت.

ولا تقتصر الآثار السلبية على تآكل الأسنان وحدها، بل تمتد لتصيب اللثة بالتهابات حادة تظهر بوضوح على شكل احمرار ونزيف متكرر، ومع استمرار الإهمال قد تتفاقم الحالة لتؤدي إلى تراجع اللثة وخلخلة الأسنان وفقدانها تمامًا، علاوة على ذلك يفقد المرء جمال ابتسامته نتيجة لتصبغ الطبقات الجيرية سريعًا وتحول الأسنان إلى لون أصفر باهت يصعب التخلص منه بالطرق التقليدية، والأخطر من ذلك هو أن هذه الالتهابات المزمنة قد تتسرب عبر مجرى الدم لتنقل الضرر وتؤثر سلبًا على أعضاء حيوية أخرى في الجسم.