في إطار التحضيرات النفسية والمعنوية التي تسبق المواجهة المرتقبة، حرص الاتحاد المصري لكرة القدم على بث روح الحماس في صفوف اللاعبين والجماهير على حد سواء، من خلال إطلاق مقطع مرئي تشجيعي عبر منصاته الرقمية، يحمل شعار “تحدٍ جديد نحو اللقب”. وتأتي هذه الخطوة بهدف شحذ همم كتيبة الفراعنة والجهاز الفني قبل خوض غمار الجولة الثانية من دور المجموعات ببطولة أمم إفريقيا 2025، حيث يمثل الفوز في لقاء اليوم مفتاحاً جوهرياً لضمان العبور المبكر إلى الأدوار الإقصائية، والمضي قدماً نحو استعادة العرش الإفريقي المفقود منذ عقد ونصف من الزمان.
وبالنظر إلى السجل التاريخي للمواجهات المباشرة، تتجدد الندية بين عملاق الشمال وكبير الجنوب في نزال كروي يحمل طابعاً خاصاً، حيث جمعت المستطيلات الخضراء المنتخبين في اثنتي عشرة مناسبة سابقة، تنوعت بين الرسميات والوديات. وتشير لغة الأرقام إلى تفوق نسبي لمنتخب “الأولاد” الذي حقق سبعة انتصارات وسجل أحد عشر هدفاً، مقابل أربعة فوز للفراعنة وثمانية أهداف. أما على صعيد العرس الإفريقي تحديداً، فقد التقى الطرفان ثلاث مرات، كان أبرزها نهائي 1998 الذي حسمته مصر بثنائية تاريخية، بينما لا تزال ذاكرة الجماهير تحمل مرارة الإقصاء من ثمن نهائي 2019 بهدف لورش القاتل، مما يجعل مواجهة اليوم فرصة لرد الاعتبار.
ويخوض المنتخب المصري هذه البطولة وعينه على ترويض المستحيل واقتناص النجمة الثامنة التي استعصت عليه طويلاً منذ الجيل الذهبي وحقبة المعلم حسن شحاتة في 2010. ورغم احتفاظ مصر بالرقم القياسي في عدد الألقاب القارية بسبعة تيجان، متفوقة على الكاميرون وغانا، إلا أن خسارة النهائي في نسختي 2017 و2021 تركت جرحاً غائراً يسعى الجيل الحالي لمداواته، مصمماً على كسر حاجز النحس وإعادة الهيبة الكروية لملوك القارة السمراء.
وعلى صعيد مسار البطولة، يتنافس الفراعنة ضمن المجموعة الثانية التي تضم خليطاً قوياً من المنافسين، حيث استهل الفريق مشواره بانتصار شاق ومهم على زيمبابوي بهدفين لهدف، ليضع أول ثلاث نقاط في رصيده. وبعد موقعة اليوم أمام جنوب إفريقيا، سيكون المنتخب على موعد مع ختام دور المجموعات بملاقاة أنجولا في التاسع والعشرين من ديسمبر، في طريق يسعى من خلاله لتصدر المجموعة وتوجيه رسالة إنذار لجميع الخصوم.
وفيما يخص الترتيبات الفنية واللوجستية للمباراة، أسفر الاجتماع الفني عن ظهور المنتخب المصري بزيه التقليدي المكون من القميص الأحمر والسروال الأبيض، بينما سيعتمد الزي الأبيض الكامل في مواجهته الختامية أمام أنجولا. ويدخل الجهاز الفني اللقاء متسلحاً بقائمة مدججة بالنجوم في مختلف الخطوط، بدءاً من حراسة المرمى بقيادة الشناوي ورفاقه، ومروراً بدفاع صلب يضم حجازي وعبد المنعم وهاني، ووسط ميدان حيوي بوجود مروان عطية وإمام عاشور وتريزيجيه، وصولاً إلى خط هجوم ناري يقوده القائد محمد صلاح وعمر مرموش ومصطفى محمد، وجميعهم على أهبة الاستعداد لكتابة فصل جديد من الانتصارات.
التعليقات