تُعد السيطرة على معدلات الدهون في الدم، وتحديداً النوع المعروف بـ”الكوليسترول السيء”، حجر الزاوية في الحفاظ على صحة القلب والشرايين في وقتنا الحاضر؛ حيث يحذر الخبراء من أن التهاون في معالجة الارتفاع المستمر لهذه الدهون قد يؤدي إلى نتائج وخيمة، تتمثل في تكون ترسبات صلبة على الجدران الداخلية للأوعية الدموية، مما يعيق انسيابية الدورة الدموية ويهدد بحدوث الجلطات الدماغية أو الأزمات القلبية المفاجئة نتيجة انسداد الشرايين المغذية للأعضاء الحيوية.

وفي هذا الإطار، تتضاعف المخاطر لدى فئات محددة من المرضى الذين يحتاجون إلى رعاية فائقة، مثل المصابين بداء السكري، أو من لديهم استعداد وراثي لاضطرابات الدهون، بالإضافة إلى الأشخاص الذين سبق لهم التعرض لنوبات قلبية؛ فهؤلاء يعتمدون بشكل أساسي على الخطط العلاجية لضبط مستويات الدهون، وغالباً ما يصف الأطباء عقاقير “الستاتينات” كحل أول وفعال للوقاية من تدهور الحالة الصحية للقلب.

وعلى الرغم من الفعالية الكبيرة التي أثبتتها الستاتينات عالمياً، إلا أن التجربة العملية أظهرت أنها قد لا تكون الخيار الأمثل للجميع؛ فالبعض قد يعاني من آثار غير مرغوبة مثل أوجاع العضلات المستمرة أو الإعياء، فضلاً عن احتمالية تداخلها مع أدوية أخرى للأمراض المزمنة، مما دفع المجتمع الطبي للبحث عن بدائل علاجية تضمن السلامة والفعالية معاً دون التأثير على جودة حياة المريض.

وضمن الحلول المبتكرة، برزت الأدوية التي تعتمد على “حمض بيمبيدويك” كخيار واعد للأشخاص الذين لا يتحملون علاجات الستاتين التقليدية؛ حيث يتميز هذا الحمض بآلية عمل فريدة تستهدف الكبد مباشرة لتثبيط الإنزيم المسؤول عن تصنيع الكوليسترول، وبما أن تأثيره ينحصر داخل الكبد ولا يمتد للأنسجة العضلية، فإنه يجنب المرضى آلام العضلات المزعجة التي قد تسببها العلاجات الأخرى.

وتشير البيانات المستمدة من الأبحاث السريرية التي شملت آلاف المشاركين إلى أن هذا الخيار العلاجي يحقق نتائج ملموسة، حيث سُجل انخفاض ملحوظ في مستويات الكوليسترول الضار بنسب تتراوح بين الخمس والثلث تقريباً، فضلاً عن سهولة استخدامه كقرص يومي واحد، مما يعزز من التزام المرضى بالعلاج.

ولا تقتصر فوائد هذه المنظومة العلاجية الحديثة على خفض الدهون فحسب، بل تمتد لتشمل تقليل مؤشرات الالتهاب في الجسم، وهو عامل حيوي في درء مخاطر تصلب الشرايين، ومع ذلك، يشدد المختصون دائماً على أن الدواء وحده لا يكفي، بل يجب أن يتزامن مع نمط حياة صحي ونشاط بدني وغذاء متوازن لضمان أفضل حماية للقلب على المدى الطويل.