غالباً ما يُوصف ارتفاع الكوليسترول بالعدو الخفي، نظراً لقدرته على التوغل في الجسم دون سابق إنذار حتى يتسبب في أزمات صحية كبرى مثل الجلطات أو الأزمات القلبية، ومع ذلك، قد تظهر على الجسم علامات تحذيرية دقيقة في أماكن غير متوقعة، مثل أطراف الأصابع، لتكون بمثابة جرس إنذار مبكر قبل تفاقم الوضع، فالتغيرات التي تطرأ على مظهر الأظافر ليست مجرد مسألة جمالية، بل قد تعكس ما يدور داخل الأوعية الدموية.

عندما يكون تدفق الدم سليماً، تكتسي الأظافر بلون وردي طبيعي، لكن تراكم الدهون في الشرايين يعيق هذه الدورة الدموية، مما يؤدي إلى شحوب الأظافر واصفرارها، ولا يقف الأمر عند تغير اللون فحسب، بل قد يمتد ليشمل بنية الظفر نفسه، حيث يلاحظ البعض زيادة غير معتادة في سماكتها أو ضعفها وسرعة تكسرها، كما قد تظهر في حالات معينة نتوءات دهنية صغيرة تحت الجلد، أو خطوط داكنة دقيقة أسفل الظفر تشبه الشظايا، وكلها مؤشرات تستدعي الانتباه.

ولمواجهة هذا الخطر، يشدد المختصون والهيئات الصحية على ضرورة تعديل النظام الغذائي بشكل جذري، من خلال تقليص استهلاك الدهون المشبعة واستبدالها بمصادر دهنية صحية، مثل تلك المتوفرة في الأسماك الزيتية، والمكسرات، وزيت الزيتون، ورغم أهمية العلاجات الدوائية في ضبط النسب، إلا أن الاعتماد عليها وحدها لا يكفي؛ فالوقاية الحقيقية من أمراض القلب والشرايين تتطلب تبني أسلوب حياة صحي ومتكامل لضمان السلامة على المدى الطويل.