تتجاوز مشكلات القصور الوريدي مجرد ظهور تلك العروق البارزة أو الشعيرات الدموية المتشابكة، لتصل إلى تأثيرات أعمق تطال صحة الجلد نفسه ومظهره، فيما يُعرف طبيًا بالإكزيما الوريدية؛ حيث تنشأ هذه الحالة نتيجة ركود الدم وضعف الأوردة، مما يؤدي إلى تغيرات جلدية واضحة تتجلى في جفاف البشرة وتقشرها، مصحوبة بالتهاب واحمرار شديدين. ومع تطور الحالة، قد يلاحظ المصاب تصبغات داكنة تميل إلى اللون البني أو الصدأ، بالإضافة إلى شعور مستمر بالألم وسخونة في الأطراف السفلية، ومن السمات المميزة لهذا الاضطراب حدوث تورم حول الكاحلين يتفاقم خلال الحركة اليومية ويتحسن نسبيًا بعد الاستلقاء والراحة.

يعتمد التعامل مع هذه الحالة على نهج علاجي مزدوج يهدف إلى ترميم الجلد المتضرر واستعادة كفاءة الدورة الدموية في آن واحد؛ فمن الناحية الجلدية، يتم تهدئة الالتهاب باستخدام كريمات الستيرويد لفترات محددة، أو اللجوء إلى كمادات طبية رطبة للسيطرة على أي إفرازات ناتجة عن التحسس. ولضمان عدم تفاقم العدوى، قد يصف الطبيب مضادات حيوية موضعية إذا تعرض الجلد لأي تلوث بكتيري، بينما يتم دعم صحة الأوردة داخليًا باستخدام مستخلصات طبيعية مثل كستناء الحصان التي تعزز تدفق الدم.

إلى جانب العلاجات الدوائية، يلعب الدعم الميكانيكي دورًا محوريًا في الشفاء، وذلك عبر ارتداء الجوارب الطبية الضاغطة أو استخدام أربطة خاصة تحتوي على أكسيد الزنك (مثل Unna Boot)؛ حيث تساعد هذه الوسائل في دفع الدم من أسفل القدمين نحو الأعلى وتقليل الضغط داخل الأوردة. وفي الحالات التي تتطلب حلاً جذريًا للمسبب الرئيسي، يتم اللجوء إلى خيارات التدخل الجراحي أو تقنيات الاستئصال لمعالجة الأوردة التالفة وإنهاء معاناة القصور الوريدي بشكل نهائي.