تتجه أنظار عشاق القلعة الحمراء مساء اليوم صوب ملعب السلام، حيث يخوض الفريق مواجهة حاسمة ومصيرية أمام نظيره المقاولون العرب في إطار منافسات مرحلة المجموعات لبطولة كأس عاصمة مصر، وتكتسب هذه الموقعة أهمية خاصة، إذ لا يملك الفريق رفاهية فقدان أي نقاط، فالسقوط في فخ التعادل أو الهزيمة قد يعني تبخر آماله في الاستمرار بالمسابقة والمغادرة من الباب الضيق، وهو ما يضع ضغوطاً إضافية على الجهاز الفني واللاعبين لتصحيح المسار واستعادة نغمة الانتصارات.

ويعيش الفريق حالة من التباين في النتائج تحت قيادة مدربه الدنماركي ييس توروب، الذي قاد الدفة الفنية في ثلاث عشرة مواجهة حتى الآن، نجح خلالها في حصد الفوز سبع مرات، بينما سقط في فخ التعادل والهزيمة في ثلاث مناسبات لكل منهما، ورغم نجاحه في قنص لقب السوبر المحلي، إلا أن الفريق عانى دفاعياً باستقبال عشرة أهداف، وهو رقم يعكس خللاً في المنظومة الخلفية مقارنة بالقوة الهجومية التي سجلت سبعة عشر هدفاً، وكان آخر تلك الإخفاقات الخروج المرير من بطولة الكأس.

وفي سياق متصل بالأجواء المتوترة داخل النادي، ألقت الهزيمة المفاجئة أمام المصرية للاتصالات بظلالها القاتمة على الغرف المغلقة، حيث تحرك وليد صلاح الدين بصفته مديراً للكرة لاحتواء الموقف وفرض الانضباط، من خلال عقد اجتماع عاصف مع اللاعبين لإبلاغهم بالقرارات الإدارية الصارمة التي تم اتخاذها رداً على الأداء الباهت والنتيجة غير المتوقعة التي أطاحت بالفريق من كأس مصر أمام منافس ينشط في الدرجة الثانية.

وتشير كواليس القرار إلى أن العقوبات المالية جاءت مغلظة لتعكس حجم الغضب الإداري، حيث تتجه النية لخصم نسبة مؤثرة من المستحقات الشهرية للاعبين، في رسالة واضحة بأن التهاون مرفوض تماماً، وقد أكد الجهاز الفني والإداري أن الغيابات المؤثرة بسبب المشاركة في أمم أفريقيا بالمغرب أو إصابة بعض النجوم مثل أشرف بن شرقي، لا يمكن اعتبارها مبرراً مقنعاً لهذا السقوط، خاصة وأن القائمة التي خاضت اللقاء كانت مدججة بعناصر الخبرة والأسماء الكبيرة القادرة على حسم مثل هذه المواجهات.