تعود الذاكرة بنا إلى يوم الثاني عشر من ديسمبر لعام 1982، وهي اللحظة التاريخية التي قص فيها المارد الأحمر شريط أمجاده القارية؛ ففي تلك الأجواء المشتعلة، نجح النادي الأهلي في خطف أول ألقابه في مسابقة دوري أبطال أفريقيا، مدشناً بذلك حقبة جديدة من السيطرة على الكرة السمراء بعد عودته بنتيجة تعادل ثمينة كفلت له الصعود إلى منصة التتويج.

دخلت الكتيبة الأهلاوية موقعة الإياب في مدينة كوماسي الغانية متسلحة بأفضلية مريحة حققتها في القاهرة قبل أسبوعين، حين دكت شباك أشانتي كوتوكو بثلاثية بيضاء. ورغم الحشود الجماهيرية الغفيرة التي تجاوزت سبعين ألف مشجع غاني احتشدوا في المدرجات، تمكن الفريق المصري من تسيير المباراة لصالحه. وقد شهد اللقاء مفارقة لونية، حيث ارتدى الضيوف القمصان الخضراء، بينما اكتست المدرجات باللون الأحمر ليس فقط بسبب زي كوتوكو، بل لانتشار نحو ثلاثين ألف مظلة حمراء استخدمها الجمهور اتقاءً لحرارة الشمس القاسية.

وعلى أرض الملعب، بادر أصحاب الأرض بالتسجيل مبكراً عبر اللاعب جون بان ريمان في الدقيقة الثانية عشرة، مما أشعل حماس المدرجات، إلا أن الرد جاء حاسماً من الأسطورة محمود الخطيب في الدقيقة السبعين، حين ترجم تمريرة زميله مختار مختار إلى هدف التعادل الذي قتل أحلام الغانيين. وعقب صافرة النهاية التي أطلقها الحكم الجامبي دودونجاي، نزل الرئيس الغاني جيري رولينجز خصيصاً من العاصمة لتسليم الكأس، حيث رفعها الخطيب عالياً، في مباراة شهدت تألقاً لافتاً لقائد الفريق آنذاك مصطفى يونس.

هذا اللقب الغالي لم يكن سوى بداية الغيث لفيضان من البطولات ملأ خزائن القلعة الحمراء، حيث وصل إجمالي ألقاب النادي إلى 156 بطولة متنوعة. فعلى الصعيد المحلي، فرض الفريق سطوته بـ 45 لقباً للدوري العام، و39 كأساً لمصر، و16 كأساً للسوبر المصري، بالإضافة إلى بطولات تاريخية ككأس السلطان حسين ودوري منطقة القاهرة وكأس الجمهورية العربية المتحدة.

أما على المستوى القاري، فقد حلق النسر الأحمر منفرداً في سماء أفريقيا برصيد 26 لقباً قارياً، منها الرقم القياسي في دوري الأبطال بـ 12 تتويجاً، آخرها في 2024، وأربعة ألقاب لكأس الكؤوس، ولقب وحيد للكونفدرالية، وثماني بطولات للسوبر الأفريقي، بجانب الكأس الأفروآسيوية. ولم تقتصر الإنجازات على القارة السمراء، بل امتدت لتشمل بطولات عربية للنخبة وأبطال الدوري والكأس، ولقب قاري يجمع بين قارات العالم القديم، وصولاً إلى العالمية بحصد أربع ميداليات برونزية في مونديال الأندية، ليؤكد النادي مكانته كأحد أكثر أندية العالم تتويجاً.