تعود الذاكرة إلى الثاني والعشرين من ديسمبر عام 2023، حين سطر المارد الأحمر إنجازاً عالمياً جديداً يضاف إلى سجلاته الحافلة، بتمكنه من انتزاع الميدالية البرونزية للمرة الرابعة في تاريخ مشاركاته المونديالية. وقد جاء هذا التتويج المستحق عقب تفوق النادي الأهلي الصريح على نظيره الياباني أوراوا ريد دياموندز في مواجهة مثيرة شهدها ملعب الأمير عبدالله الفيصل، وانتهت بحصيلة تهديفية كبيرة قوامها أربعة أهداف للفريق المصري مقابل اثنين للمنافس.

شهدت مجريات اللقاء ندية وإثارة كبيرة، حيث فرض الأهلي سيطرته مبكراً في الشوط الأول الذي أنهاه متقدماً في النتيجة، بعدما افتتح المدافع ياسر إبراهيم التسجيل، وتبعه الجنوب أفريقي بيرسي تاو بهدف ثانٍ عزز به موقف الفريق، إلا أن الخصم الياباني نجح في تقليص الفارق قبل العودة لغرف الملابس عن طريق لاعبه جوزيه كانتي. ومع انطلاق النصف الثاني، ازدادت المباراة اشتعالاً حين أدرك أوراوا التعادل من ركلة جزاء نفذها ألكسندر سكولز، لكن الرد الأهلاوي لم يتأخر كثيراً، إذ جاء الهدف الثالث عبر تسديدة من علي معلول غيرت مسارها لتعانق الشباك. ورغم سوء الحظ الذي لازم معلول بإهداره ركلة جزاء في الربع الأخير من اللقاء، إلا أنه عاد ليصالح الجماهير بتدوين الهدف الرابع في اللحظات الأخيرة من الوقت بدل الضائع، مؤكداً حسم الميدالية.

وكان الطريق نحو هذه المنصة قد بدأ بعرض كروي مبهر أمام اتحاد جدة السعودي، حيث اكتسح الأهلي منافسه بثلاثية بيضاء في مستهل مشواره، غير أن طموح الوصول للمباراة النهائية اصطدم بعقبة فلومينينسي البرازيلي في دور النصف نهائي، حيث خسر الفريق بهدفين دون رد، ليكتفي بالمنافسة في مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع التي حسمها لصالحه بجدارة.

وعلى صعيد الأرقام القياسية والإحصائيات، يتربع النادي الأهلي على عرش الأندية العربية والأفريقية بوصفه الأكثر ظهراً في هذا المحفل العالمي بواقع 11 مشاركة، كما ينفرد بكونه ثاني أكثر نادٍ حول العالم خوضاً للمباريات في تاريخ البطولة بإجمالي 28 مباراة. وفيما يخص مشاركته في النسخة التي أقيمت بالولايات المتحدة الأمريكية، فقد خاض الفريق ثلاث مواجهات ضمن دور المجموعات، انتهت بتعادلين وخسارة وحيدة، وسجل خلالها أربعة أهداف بينما استقبلت شباكه ستة، ليجمع نقطتين وضعتاه في الترتيب الرابع لمجموعته خلف بورتو البرتغالي، في حين تمكن بالميراس البرازيلي وإنتر ميامي الأمريكي من العبور إلى الأدوار الإقصائية.