تعود الذاكرة بنا إلى أجواء السابع عشر من ديسمبر لعام 2006، حين سطر النادي الأهلي ملحمة كروية لا تُنسى على أرضية ملعب يوكوهاما في اليابان. في تلك الليلة المشهودة، التي حظيت بمتابعة جوزيف بلاتر من المدرجات، تمكن المارد الأحمر من اقتناص الميدالية البرونزية بعد تفوقه المستحق على نظيره كلوب أمريكا المكسيكي بهدفين لهدف، ليقدم ممثل القارة السمراء أداءً استثنائيًا نال استحسان المتابعين.

لم يكن هذا الانتصار مجرد فوز عابر، بل كان إنجازًا غير مسبوق في تاريخ الكرة العربية والأفريقية، حيث بات الأهلي وقتها أول فريق من المنطقة يعتلي منصة التتويج محرزًا المركز الثالث عالميًا. وقد أنعش هذا الإنجاز خزينة النادي بجائزة مالية قدرها مليونان ونصف المليون دولار، تاركًا المركز الرابع ومبلغه المقدر بمليوني دولار للفريق المكسيكي، وتجدر الإشارة إلى أن رحلة الفريق نحو هذه العالمية جاءت بعد سيناريو درامي في نهائي دوري الأبطال، حين انتزع اللقب والبطاقة المؤهلة من قلب تونس أمام الصفاقسي بهدف قاتل في اللحظات الأخيرة.

وعلى صعيد الأرقام التاريخية، يتربع الشياطين الحمر على عرش الأندية العربية والأفريقية الأكثر حضورًا في هذا المحفل الدولي برصيد إحدى عشرة مشاركة، خاضوا خلالها ثمانية وعشرين لقاءً، وهو رقم يضعهم في وصافة أكثر أندية العالم خوضًا للمباريات في تاريخ البطولة. وفيما يخص الظهور الأخير بالولايات المتحدة، فقد شهدت مسيرة الفريق في دور المجموعات تباينًا في النتائج عبر ثلاث مواجهات، انتهت بتعادلين وهزيمة واحدة، ورغم تسجيل الهجوم الأحمر لأربعة أهداف، إلا أن الشباك استقبلت ستة أهداف، ليكتفي الفريق بنقطتين وضعتاه في الترتيب الرابع لمجموعته خلف بورتو البرتغالي، في حين حسم كل من بالميراس وإنتر ميامي بطاقات العبور للأدوار الإقصائية.