شهد عام 2025 حالة من عدم الاستقرار الفني داخل جدران القلعة الحمراء، حيث تعاقب على تدريب الفريق الأول أربعة مديرين فنيين في موسم واحد، في سابقة عكست حجم التحديات التي واجهها النادي. وبرز اسم عماد النحاس كمنقذ للفريق، حيث تحمل المسؤولية في فترتين مختلفتين بصفة مؤقتة، ونجح خلال إحداهما في قيادة السفينة الحمراء نحو بر الأمان وحسم لقب الدوري المصري الممتاز.
بدأت منافسات الموسم تحت قيادة السويسري مارسيل كولر، الذي كان يتمتع برصيد ضخم من الثقة والإنجازات، إلا أن الأمور اتخذت منحنى مغايرًا بحلول السادس والعشرين من أبريل، حين قررت الإدارة إنهاء العلاقة التعاقدية معه. جاء هذا القرار الحاسم عقب الإخفاق القاري والخروج من المربع الذهبي لدوري أبطال أفريقيا أمام صن داونز، ليسدل الستار على حقبة طويلة قاد فيها الفريق في قرابة 160 مواجهة، وحصد خلالها 11 لقباً تنوعت بين الدوري والكأس والسوبر المحلي والأفريقي، بالإضافة إلى ميدالية برونزية مونديالية، ورغم هذا التاريخ الحافل، عجلت النتائج السلبية وضياع عدة ألقاب برحيله.
عقب انتهاء حقبة السويسري، لجأت الإدارة إلى الحلول الداخلية بتكليف عماد النحاس بالمهمة المؤقتة الأولى، وهي الفترة التي شهدت انتفاضة قوية للمارد الأحمر؛ إذ تمكن الفريق تحت إمرته من تحقيق العلامة الكاملة في ست مواجهات متتالية، تميزت بغزارة تهديفية تجاوزت العشرين هدفاً، ليحسم صراع الدرع المحلي أمام المنافس العنيد بيراميدز ويتوج باللقب.
وفي محاولة لضخ دماء جديدة بفكر أجنبي، تعاقد النادي في شهر يونيو مع الإسباني خوسيه ريبيرو، إلا أن التجربة لم تكلل بالنجاح ولم تدم طويلاً. فقد رحل المدرب الإسباني سريعاً بنهاية أغسطس بعد تجربة استمرت لأكثر من تسعين يوماً بقليل، عانى فيها الفريق من تراجع حاد في النتائج، حيث اكتفى بانتصار يتيم خلال سبع مباريات، وتلقى خسارة قاسية أمام بيراميدز عجلت برحيله، ليُسجل الفريق معه واحدة من أسوأ بداياته في الدوري بسبب الضعف الدفاعي وتواضع المردود الهجومي.
اضطر النادي للعودة إلى “أبناء الدار” مرة أخرى، ليتولى عماد النحاس الولاية الثانية لإنقاذ الموقف، ونجح مجدداً في إعادة التوازن للفريق. خلال هذه الفترة القصيرة التي شملت خمس مباريات، حافظ الأهلي على سجله خالياً من الهزائم، محققاً أربعة انتصارات كان أبرزها الفوز في مباراة القمة على الغريم التقليدي الزمالك، مع تحسن ملحوظ في الصلابة الدفاعية والفاعلية الهجومية.
واختتم الأهلي مسلسل التغييرات الفنية في الثامن من أكتوبر بالتعاقد مع المدرسة الدنماركية متمثلة في المدرب ييس توروب بعقد يمتد لموسمين. وقد استهل مشواره بمواجهات متباينة النتائج، حيث قاد الفريق في 13 لقاءً، نجح في حسم أكثر من نصفها لصالحه، وتمكن من إضافة لقب السوبر المحلي لخزائن النادي، في حين فقد فرصة المنافسة على لقب الكأس، ولا يزال يعمل على تثبيت أقدامه وتطوير أداء اللاعبين هجومياً ودفاعياً.
التعليقات