أحدث الوداع المبكر للنادي الأهلي من منافسات دور الـ32 لبطولة كأس مصر زلزالاً قوياً داخل أروقة القلعة الحمراء، حيث جاءت الخسارة مفاجئة وصادمة أمام فريق المصرية للاتصالات الذي ينشط في دوري المحترفين. وما زاد من حدة الغضب الجماهيري أن الفريق لم يخض اللقاء بالصف الثاني أو العناصر الشابة كما جرت العادة في بعض البطولات التنشيطية، بل اعتمد الجهاز الفني على قوام رئيسي يضم لاعبين كباراً، ومع ذلك انتهت المواجهة التي أقيمت على ستاد السلام بسقوط المارد الأحمر بهدفين مقابل هدف، ليغادر البطولة بشكل غير متوقع.

وعلى الرغم من الغيابات العديدة، فضل المدير الفني الدنماركي “ييس توروب” عدم المجازفة بالناشئين، ودفع بتشكيلة مدججة بالخبرات ضمت أسماءً بارزة مثل عمر كمال، وأشرف داري، وطاهر محمد طاهر، ومحمد شريف، بالإضافة إلى الحارس محمد سيحا، كما استعان بأوراق رابحة من دكة البدلاء مثل حسين الشحات ومصطفى العش. جميع هؤلاء اللاعبين يمتلكون رصيداً كبيراً من المشاركات المحلية والقارية، وهو ما جعل مبرر نقص الخبرة منتفياً تماماً، وجعل الهزيمة تترك أثراً مريراً في نفوس المشجعين الذين لم يتوقعوا هذا السيناريو أمام منافس أقل في الإمكانيات.

وبالنظر إلى قائمة الغيابات، فقد عانى الفريق بالفعل من نقص عددي مؤثر نتيجة انضمام عشرة لاعبين لمنتخبات بلادهم في بطولة كأس الأمم الأفريقية المقامة بالمغرب، حيث يفتقد الأهلي لخدمات ثمانية نجوم مع المنتخب المصري، من بينهم محمد الشناوي، وإمام عاشور، وتريزيجيه، وأحمد سيد زيزو، ومروان عطية، بالإضافة إلى المحترفين الأجانب مثل التونسي محمد علي بن رمضان والمالي أليو ديانج. يضاف إلى ذلك غياب بعض العناصر للإصابة مثل محمد مجدي “أفشة” وأحمد رمضان بيكهام، وانشغال أشرف بن شرقي ببرنامجه التأهيلي، إلا أن الإدارة والجماهير يرون أن الأسماء المتاحة كانت كافية لحسم اللقاء.

وكرد فعل فوري على هذا الإخفاق، تتجه النية داخل إدارة النادي إلى فرض عقوبات مالية مغلظة على اللاعبين الذين شاركوا في المباراة، مع عقد جلسات عاجلة مع الجهاز الفني لمناقشة أسباب هذا التراجع. وقد عجلت هذه النتيجة بفتح ملف الراحلين في فترة الانتقالات الشتوية المقبلة، حيث بات من المرجح الاستغناء عن عدد كبير من اللاعبين الذين لم يقدموا الإضافة المرجوة، وتتردد أسماء مثل أشرف داري، وعمر كمال، وأحمد كوكا، وجراديشار ضمن قائمة المرشحين لمغادرة الفريق في يناير، بعدما أصبح بقاؤهم غير مفيد فنياً من وجهة نظر الجهاز الفني.

وفيما يتعلق بمستقبل القيادة الفنية، فإن منصب المدرب الدنماركي لا يزال في مأمن رغم قسوة الخروج، حيث لم يتم طرح فكرة إقالته أو المساس بجهازه المعاون على طاولة النقاش، إذ لا تزال الإدارة تضع ثقتها الكاملة في “توروب” لاستكمال مشروعه مع الفريق، مع التركيز على معالجة الأخطاء وتقييم اللاعبين بشكل صارم لتصحيح المسار في التحديات القادمة.