تلوح في الأفق بوادر انفراجة حقيقية للأزمة المالية الخانقة التي عصف بقلعة “الدراويش” مؤخراً، وألقت بظلالها القاتمة على استقرار الفريق ونتائجه، مما أدى إلى رحيل عدد من النجوم وحرمان النادي من إبرام تعاقدات جديدة بقرار دولي؛ وفي خطوة استراتيجية نحو التصحيح، حصل مجلس الإدارة الحالي بقيادة الدكتور طارق رحمي على الضوء الأخضر للبدء في تأسيس شركة مساهمة متخصصة في إدارة كرة القدم، حيث يجري حالياً وضع اللمسات الأخيرة على الإجراءات الإدارية اللازمة لخروج هذا الكيان إلى النور.

ويهدف هذا التحول المؤسسي إلى فصل إدارة نشاط كرة القدم عن ميزانية النادي التقليدية، لدارتها بفكر احترافي خالص يضمن تنمية الموارد الذاتية، حيث ستتولى الشركة الجديدة مهام التسويق الرياضي، وإدارة حقوق البث، وملف التعاقدات، فضلاً عن جذب الرعاة والمستثمرين لضمان تدفق مالي مستدام ينهي الاعتماد الكلي على خزينة النادي، ومن المنتظر أن يتم الكشف قريباً عن الهيكل التنظيمي والإداري للشركة وتوزيع الاختصاصات فور الانتهاء من كافة الترتيبات القانونية.

وبالتوازي مع هذه التحركات الاستثمارية، تخوض الإدارة سباقاً مع الزمن داخل أروقة الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” لإسدال الستار على النزاعات القضائية التي كبلت النادي ومنعته من القيد؛ فقد نجح المسؤولون في تجنب كارثة حقيقية كانت تهدد بهبوط الفريق وخصم نقاط من رصيده، وذلك بعد التوصل لاتفاق تسوية مع المهاجم البوليفي كارميلو لجدولة مستحقاته البالغة 550 ألف دولار، حيث تم سداد القسط الأول بالفعل ورفع اسمه من قائمة القضايا العالقة.

واستمراراً لمسلسل إغلاق الملفات الشائكة، قامت إدارة النادي بتحويل المستحقات المالية الخاصة بالمدافع الإيفواري لامين كونيه، وكذلك مساعد المدرب السابق جاريدو، في انتظار التأكيد الرسمي لرفع الحظر الخاص بهاتين القضيتين خلال وقت قصير، بينما شهدت المفاوضات مع الإيفواري جان موريل تقدماً ملحوظاً، إذ تم الاتفاق على منحه 300 ألف دولار كدفعة فورية مع تقسيط المبلغ المتبقي، وتستعد الإدارة لإرسال المبلغ لطي هذه الصفحة تماماً.

ويبقى التحدي الأخير متمثلاً في تسوية مستحقات اللاعب الجزائري محمد بن خماسة، الصادر لصالحه حكم نهائي بأحقية الحصول على 373 ألف دولار، وهو الملف الذي يعمل المسؤولون على إنهائه حالياً، وتتجه الأنظار بتفاؤل نحو مطلع شهر يناير المقبل، حيث من المتوقع زوال العقوبة التأديبية الأخيرة ورفع القيد رسمياً عن النادي بعد انقضاء فترتي العقوبة، مما يفتح الباب مجدداً لتدعيم صفوف الفريق.