تستمر ملاعب الإسكواش في مصر بإثبات أنها منجم لا ينضب للمواهب الفذة، حيث برز مؤخراً جيل واعد يحمل الراية من الأساطير السابقين لضمان استمرار الهيمنة المصرية عالمياً، وفي طليعة هؤلاء النجوم الصغار تلمع أسماء مثل أمينة عرفي، ومحمد زكريا، وفيروز أبو الخير، الذين نجحوا في مد جسور التألق بين جيل العمالقة وجيل الشباب. وقد خطفت “أمينة عرفي” الأنظار بقوة، إذ لم يقف صغر سنها (17 عاماً) عائقاً أمام طموحها الجارف، بل تمكنت من اقتحام صفوف الثلاثة الكبار في التصنيف العالمي، متجاوزة لاعبات يفوقنها خبرة وتاريخاً، وهذا الصعود الصاروخي دفع الاتحاد الدولي للإشادة بمسيرتها التي أعادت كتابة التاريخ والأرقام القياسية؛ فهي ليست فقط أصغر لاعبة تتوج بلقب بطولة العالم مرتين ثم ثلاث مرات توالياً، بل إنها انفردت بكونها الأكثر حصداً للألقاب الفردية والجماعية برصيد سبعة تتويجات عالمية، مسجلة سلاسل انتصارات مذهلة وصلت إلى 39 فوزاً متتالياً في مختلف المسابقات، وأنهت عشرات المباريات بانتصارات ساحقة دون خسارة أي شوط.

وعلى صعيد منافسات الرجال، التي تتسم عادة بشراسة المنافسة وصعوبة اختراق مراكز المقدمة مقارنة بمنافسات السيدات، تمكن النجم الصاعد محمد زكريا من كسر هذه القاعدة ببراعة واقتدار، فبعد هيمنته على لقب بطولة العالم للناشئين لموسمين متتاليين، استطاع هذا البطل الشاب مقارعة الكبار والتفوق عليهم في عقر دارهم. وقد تجلى نضجه الفني بوضوح في تتويجه مؤخراً بلقب الاتحاد الهندي، حيث أزاح من طريقه منافسين يسبقونه في الترتيب، ليقفز بفضل ذلك إلى مشارف قائمة العشرة الأوائل محتلاً المركز الحادي عشر وهو لم يتجاوز الثامنة عشرة، ولم يكن هذا إنجازه الفريد الوحيد، فقد سبق له أن حفر اسمه في السجلات التاريخية كأصغر لاعب يحصد لقباً احترافياً حينما توج ببطولة لوس أنجلوس وهو في السادسة عشرة من عمره فقط.

وتكتمل لوحة الإبداع المصري مع التطور المذهل للبطلة فيروز أبو الخير، ابنة التسعة عشر ربيعاً، التي قدمت مستويات فنية راقية قادتها لاقتحام نادي العشرة الكبار في تصنيف السيدات، وجاء هذا الإنجاز المستحق وتواجدها في المركز التاسع عالمياً بعد ظفرها بلقب بطولة نادي هونج كونج في الصين، والتي تعد واحدة من البطولات ذات الجوائز المالية القيمة، لتؤكد هذه الكوكبة من اللاعبين أن مستقبل الإسكواش المصري في أيدٍ أمينة وقادرة على مواصلة حصد الألقاب والتربع على عرش اللعبة لسنوات قادمة.