يستعد المنتخب المصري، الملقب بـ”الفراعنة”، لخوض اختبار قوي في ثاني جولات دور المجموعات ضمن النسخة الخامسة والثلاثين من بطولة أمم أفريقيا، حيث يطمح لتحقيق انتصاره الثاني توالياً عندما يلتقي بمنتخب جنوب أفريقيا، المعروف بـ”بافانا بافانا”. ومن المقرر أن يحتضن ملعب “أدرار” بمدينة أغادير المغربية هذه المواجهة المرتقبة مساء اليوم الجمعة، تحت إدارة تحكيمية للحكم البوروندي باسيفيك ندابيها وينيماما.

ويمتلك المنتخب الجنوب أفريقي تاريخاً طويلاً في العرس القاري، حيث وصل رصيده إلى 50 مباراة منذ ظهوره الأول عام 1996 أمام الكاميرون في جوهانسبرج، وصولاً إلى آخر مواجهاته ضد الكونغو الديمقراطية لتحديد صاحب البرونزية في نسخة 2023. وخلال هذه المسيرة، تذوق “الأولاد” طعم الفوز في 18 مناسبة، كان أولها الانتصار الثلاثي على الكاميرون، وآخرها إقصاء المغرب بثنائية نظيفة في النسخة الفائتة، بينما سيطر التعادل على 17 مباراة، بدأت بالتعادل السلبي مع أنجولا عام 1998، وانتهت بالتعادل الإيجابي مع الكونغو الديمقراطية مؤخراً قبل حسم اللقاء بركلات الترجيح. وفي المقابل، تعرض الفريق للهزيمة في 15 لقاء، بدأت بالخسارة أمام مصر في ختام دور المجموعات لعام 1996، وكان آخرها السقوط أمام مالي بهدفين دون رد في استهلال مشوارهم بكوت ديفوار.

وعلى الصعيد التهديفي، نجح هجوم جنوب أفريقيا في هز الشباك 55 مرة خلال مشاركاتهم السابقة، حيث قص شريط الأهداف اللاعب فيلمون ماسينجا في مرمى الكاميرون، بينما كان آخر الأهداف بتوقيع تيبوهو موكوينا من ركلة جزاء في شباك نيجيريا. وفي المقابل، استقبلت شباكهم 48 هدفاً، كان أولها بقدم النجم المصري أحمد الكأس، وآخرها ركلة جزاء نفذها النيجيري وليام إيكونج. وتُعد نسخة 1996 هي الأنجح في تاريخهم بتحقيقهم اللقب وخمسة انتصارات وتسجيل 11 هدفاً، بينما كانت نسخة 2006 بمصر هي الأسوأ، حيث خرجوا خاليي الوفاض دون أي نقطة أو هدف، واستقبلت شباكهم خمسة أهداف.

وشهد تاريخ مشاركات جنوب أفريقيا محطات بارزة، منها الخروج بمرارة من ربع نهائي 2013 التي استضافوها دون تلقي أي هزيمة في الوقت الأصلي، بالإضافة إلى تحقيق انتصارات عريضة أبرزها رباعية نظيفة في شباك ناميبيا، وخسارة قاسية بنفس النتيجة أمام نيجيريا في 2004. وفردياً، يبرز اسم بينديكت مكارثي كأحد أساطير الفريق، حيث سجل “سوبر هاتريك” تاريخي في مرمى ناميبيا عام 1998، ويتصدر قائمة هدافي بلاده في البطولة برصيد 7 أهداف، يليه شون بارتليت برصيد 6 أهداف.

وفيما يتعلق بالإدارة الفنية، فقد تعاقب على تدريب “بافانا بافانا” مدارس متنوعة، حيث كانت الهيمنة للمدربين الوطنيين في البدايات، ثم دخلت المدرسة الأوروبية واللاتينية على الخط بأسماء لامعة مثل البرتغالي كارلوس كيروش، والبرازيلي كارلوس ألبرتو باريرا، وصولاً إلى البلجيكي هوجو بروس. ورغم خسارة نهائي 1998 أمام مصر، إلا أن تلك النسخة شهدت تتويج مكارثي بلقب أفضل لاعب وهداف البطولة، وهو إنجاز تكرر لاحقاً مع شون بارتليت الذي توج هدافاً لنسخة 2000.

وبالعودة إلى أجواء البطولة الحالية، يدخل المنتخب المصري اللقاء بمعنويات مرتفعة بعدما قلب تأخره أمام زيمبابوي إلى فوز ثمين بنتيجة 2-1 بفضل هدفي عمر مرموش ومحمد صلاح، ليحصد أول ثلاث نقاط في رحلة البحث عن لقبه الثامن. وعلى الجانب الآخر، حقق منتخب جنوب أفريقيا انطلاقة مماثلة بالفوز بنفس النتيجة في مباراته الافتتاحية، حيث سجل له أوزوين أبوليس ولايل فوستر، ليضمن نقاط المباراة كاملة. وتكتسب المباراة أهمية خاصة للفريقين، حيث يسعى الفراعنة أصحاب الرقم القياسي بسبعة ألقاب لتأكيد صدارتهم، بينما يطمح أبطال نسخة 96 لتحقيق نتيجة إيجابية تعزز موقفهم في المجموعة، وسيكون عشاق الساحرة المستديرة على موعد مع تغطية حصرية للمباراة عبر قنوات “بي إن سبورتس” الناقل الحصري للحدث في المنطقة.