تتربع الحمضيات، وعلى رأسها البرتقال واليوسفي، على عرش الأغذية الشتوية بفضل قيمتها الغذائية العالية ودورها الجوهري في دعم صحة الإنسان؛ فهذه الثمار تمثل مخزناً طبيعياً لمضادات الأكسدة والفيتامينات، لا سيما فيتامين “سي”، مما يجعلها خياراً مثالياً لتعزيز الاستجابة المناعية للجسم ومقاومة عدوى الشتاء المعتادة.

وعلى نقيض الاعتقاد السائد بضرورة تجنب المصابين بالسكري للفواكه ذات المذاق الحلو خوفاً من اضطراب مستويات السكر، يُثبت البرتقال أنه صديق وفيّ لهذا النوع من المرضى عند تناوله بوعي واعتدال؛ إذ يتميز بخصائص تجعله آمناً ومفيداً في آنٍ واحد. يكمن السر في غناه بالألياف الغذائية التي تلعب دوراً محورياً في تنظيم عملية الهضم، حيث تعمل على إبطاء وتيرة امتصاص السكر في مجرى الدم، مما يحول دون حدوث الارتفاعات المفاجئة والخطيرة في مستويات الجلوكوز، وهو ما يدعمه تصنيف البرتقال ضمن الأطعمة ذات المؤشر الجلايسيمي المنخفض.

وإلى جانب دوره في ضبط السكر، يقدم البرتقال دعماً حيوياً لصحة القلب والأوعية الدموية، وهي إحدى الجوانب التي تتطلب عناية خاصة لدى مرضى السكري؛ فاحتواؤه على البوتاسيوم ونسب مرتفعة من مضادات الأكسدة يساهم في تقليل المخاطر القلبية. كما أن تعزيزه للجهاز المناعي يساعد الجسم على التصدي للالتهابات التي قد يكون مريض السكري أكثر عرضة لها من غيره.

ولا تتوقف عطايا هذه الفاكهة عند الصحة الداخلية فحسب، بل تمتد لتشمل الجانب الجمالي والدفاعي العام؛ فالجرعات المكثفة من فيتامين “سي” المتوفرة في البرتقال واليوسفي لا تكتفي بتسريع التعافي من نزلات البرد وتخفيف حدتها عبر تنشيط الخلايا المناعية، بل تلعب دور مهندس الجمال للبشرة. فهي تحفز الجسم على إنتاج الكولاجين الطبيعي، مما يمنح الجلد مرونة ونضارة، ويؤخر زحف علامات الشيخوخة والتجاعيد، فضلاً عن توفير درع وقائي يحمي البشرة من التأثيرات الضارة لأشعة الشمس والعوامل البيئية المختلفة.