أطلقت الدكتورة سماح نوح، رئيسة قسم الإرشاد البيطري، تنبيهات هامة لربات البيوت والمستهلكين حول ضرورة التدقيق عند شراء البطاطس، مشيرة إلى أن ليس كل ما يُعرض في الأسواق يصلح للاستهلاك الآدمي. وقد ركزت في نصائحها التي نشرتها عبر منصتها الإلكترونية على وجود نوعين محددين من البطاطس قد يشكلان خطرًا على الصحة أو يكونان عديمي الفائدة الغذائية، مما يستدعي الانتباه والفرز الجيد قبل الطهي.
وفي تفصيلها للأنواع التي يجب تجنبها، أشارت الخبيرة إلى خطورة استهلاك البطاطس المخصصة أصلاً للزراعة، والمعروفة بـ “التقاوي”، حيث يتم تخزين هذه الدرنات في درجات حرارة منخفضة جدًا لتهيئتها للمواسم الزراعية اللاحقة. ويمكن تمييز هذا النوع بوجود براعم صغيرة أو نتوءات تشير إلى بدء عملية الإنبات، مما يعني تحول مكونات البطاطس الداخلية لخدمة النبتة الجديدة وليس لتغذية الإنسان. وتظهر عيوب هذا النوع بوضوح عند الطهي، حيث يصبح قوامها طريًا للغاية ومذاقها سكريًا بشكل غير طبيعي، ولا تتحمل حرارة النار، مما يجعل ترويجها كطعام نوعًا من الغش التجاري الذي يفتقر لأي قيمة غذائية حقيقية.
كما تطرقت الدكتورة إلى النوع الثاني الذي يظهر به شقوق أو شروخ واضحة في القشرة واللب، موضحة أن هذه التصدعات ليست مجرد عيوب شكلية، بل هي دلالة على مشاكل صحية في المحصول. فقد تنتج هذه الشقوق عن إصابات فيروسية مثل فيروس التقزم الأصفر أو فيروس “موب توب”، وربما تكون نتيجة أخطاء زراعية كالإفراط في استخدام الأسمدة، أو سوء التعامل أثناء الحصاد وتكدس المحصول في تربة غير ملائمة. وتكمن المشكلة الأساسية في أن هذه الشقوق تشكل مأوى للجراثيم والملوثات، لذا يُفضل الابتعاد عنها تمامًا، وفي حال الاضطرار لاستخدامها، يجب التخلص من الجزء المشقوق بعمق وغسل الجزء المتبقي بعناية فائقة لضمان نظافته.
التعليقات