تتباين قابلية الأفراد للإصابة بمتاعب الجيوب الأنفية بشكل ملحوظ، إذ لا يقع اللوم دائمًا على العدوى العابرة فحسب، بل تلعب العوامل الفردية دوراً محورياً في تكرار هذه الحالة؛ فقد تكون الطبيعة الفسيولوجية للجسم، أو العادات المتبعة، أو حتى العوامل الوراثية سبباً رئيسياً في جعل شخص ما فريسة سهلة لهذه الالتهابات مقارنة بغيره.
ومن أبرز الدوافع التي ترفع من وتيرة الإصابة وجود مشكلات مسبقة في الجهاز التنفسي، مثل المعاناة المستمرة من حساسية الأنف أو مرض الربو، مما يخلق بيئة مهيأة للاحتقان، كما أن التكوين التشريحي للأنف له تأثير كبير، حيث يؤدي وجود زوائد لحمية داخلية إلى إعاقة مجرى الهواء، والأمر ذاته ينطبق على انحراف الحاجز الأنفي، وهو ذلك الجدار النسيجي الفاصل بين فتحتي الأنف، فعندما يميل هذا الحاجز عن استقامته الطبيعية، فإنه يتسبب في تضييق أحد الممرات الأنفية، مما يعرقل تصريف المخاط ويسهل حدوث الانسدادات والالتهابات.
إلى جانب العوامل التشريحية والتنفسية، تعد كفاءة الجهاز المناعي ركيزة أساسية في التصدي لهذا المرض، ففي الحالات التي تتراجع فيها قدرة الجسم الدفاعية، سواء كان ذلك ناتجاً عن الإصابة بأمراض خطيرة ومزمنة تهاجم المناعة، أو كأثر جانبي لتناول عقاقير طبية معينة، يصبح الجسم أقل قدرة على مقاومة العدوى، مما يزيد من احتمالية تطور التهابات الجيوب الأنفية واستمرارها لفترات أطول.
التعليقات