مع حلول الأجواء الباردة، يصبح الشعور بعدم الراحة في الحلق ضيفاً ثقيلاً يزور الكثيرين، حيث يبدأ الأمر عادةً بنغزات مزعجة أو حرقة تجعل من عملية البلع مهمة شاقة، وقد يتفاقم الوضع ليطال الحبال الصوتية أو يؤثر على سلاسة التنفس. وتتعدد العوامل التي تمهد الطريق لهذه الحالة؛ فبجانب النشاط الملحوظ للعدوى الفيروسية في هذا الوقت من العام، يلعب الهواء البارد والجاف دوراً أساسياً، لا سيما عند الانتقال إلى الأماكن المغلقة التي تعتمد على التدفئة الصناعية المجففة للأغشية المخاطية. كما أن ضعف المناعة أو العادات الضارة كالتدخين واستنشاق الملوثات تزيد من قابلية الحلق للتهيج والالتهاب.
ومن الضروري الانتباه إلى العلامات التي يرسلها الجسم، فقد يظهر الالتهاب على هيئة ألم حاد يمنع تناول الطعام، أو بحة واضحة تغير نبرة الصوت، بالإضافة إلى احتمالية تضخم اللوزتين وظهور نقاط بيضاء عليهما مع ارتفاع في حرارة الجسم. وللتخفيف من حدة هذه الأعراض منزلياً، يمكن اللجوء إلى المشروبات العشبية الدافئة المحلاة بالعسل، مثل الزعتر أو الحلبة، لخواصها المهدئة. كذلك، تُعتبر الغرغرة بالمحاليل الملحية أو الماء الدافئ الممزوج بخل التفاح وسيلة تقليدية فعالة لتطهير الحلق وتقليل التورم.
ولضمان بيئة مساعدة على الشفاء، يُنصح بالحفاظ على رطوبة الجو المحيط عبر أجهزة الترطيب، خاصة أثناء ساعات النوم، مع ضرورة إراحة الصوت وتجنب الإجهاد بالكلام العالي أو المستمر. ورغم أن معظم الحالات تستجيب للرعاية المنزلية، إلا أن هناك مؤشرات تستدعي الحذر وزيارة الطبيب فوراً، مثل استمرار الأعراض لأكثر من ثلاثة أيام دون تحسن، أو مرافقتها لضيق في التنفس، أو حمى مستمرة لا تنخفض، أو حتى شعور بألم يمتد إلى الأذن، وذلك لتلقي التشخيص الدقيق والعلاج المناسب.
التعليقات