بينما تتجه أنظار عشاق الساحرة المستديرة صوب الملاعب المغربية لمتابعة منافسات النسخة الخامسة والثلاثين من العرس الأفريقي، يحمل المنتخب المصري على عاتقه مهمة مزدوجة؛ فالهدف لا يقتصر فقط على استعادة التاج القاري الغائب عن خزائن “الفراعنة” منذ ستة عشر عاماً، بل يمتد ليشمل طموحاً فردياً يتمثل في الظفر بلقب هداف البطولة. وتتعزز هذه الآمال بوجود ترسانة هجومية قوية يقودها النجمان العالميان محمد صلاح وعمر مرموش، اللذان يمتلكان المقومات اللازمة لإعادة “الحذاء الذهبي” إلى أحضان المصريين بعد سنوات من الغياب.

وبالعودة إلى سجلات التاريخ، نجد أن العلاقة بين اللاعبين المصريين وشباك الخصوم في هذه البطولة علاقة وطيدة، إذ نجحوا في اعتلاء صدارة الهدافين في ثماني مناسبات سابقة. كانت البداية في مهد البطولة عام 1957، حينما دشن محمد دياب العطار “الديبة” هذا الإنجاز بتسجيله خمسة أهداف، تضمنت “سوبر هاتريك” تاريخي في المباراة النهائية. ولم يكد يمر وقت طويل حتى سار على دربه “الجنرال” محمود الجوهري في النسخة التالية، ثم تبعه بدوي عبد الفتاح في عام 1962، ليفرض المصريون سيطرتهم المطلقة على الجائزة لثلاث دورات متتالية، وكان لمرمى المنتخب الإثيوبي نصيب الأسد من تلك الأهداف.

واستمراراً لهذا الزخم، أبى الأسطورة حسن الشاذلي إلا أن يترك بصمته في نسخة 1963، محققاً رقماً تهديفياً مميزاً بستة أهداف، ليضمن استمرار الجائزة مصرية للمرة الرابعة على التوالي. وبعد فترة من الانقطاع دامت لعقدين من الزمان، عادت الجائزة لتبتسم لمصر في ثمانينيات القرن الماضي عبر “مارادونا النيل” طاهر أبوزيد، الذي قاد المنتخب في ساحل العاج عام 1984 بفضل تصويباته الصاروخية التي عجز عن صدها كبار حراس القارة. وفي نسخة المغرب 1988، تمكن جمال عبد الحميد من حفر اسمه ضمن قائمة الهدافين، متقاسماً اللقب مع نخبة من أساطير أفريقيا.

وفي الحقبة الحديثة، جدد “العميد” حسام حسن العهد مع الشباك في بطولة 1998 ببوركينا فاسو، حيث زأر بسبعة أهداف حاسمة وضعته في الصدارة مناصفة مع الجنوب أفريقي مكارثي. أما آخر الفصول المضيئة في هذه الرواية، فقد خطها محمد ناجي “جدو” في أنغولا 2010، مقدماً نموذجاً استثنائياً للاعب البديل الذي يصنع الفارق، إذ نجح في حصد لقب الهداف بخمسة أهداف حاسمة، مختتماً إياها بهدف التتويج الغالي، ليظل هذا الإرث التهديفي حافزاً للجيل الحالي لتكرار الإنجاز.