في سياق التوعية بالمخاطر الصحية التي قد تنتقل من الحيوانات إلى البشر، أطلقت الدكتورة سماح نوح، رئيسة قسم الإرشاد البيطري، تحذيرات شديدة اللهجة بخصوص عدوى “البروسيلا”، المعروفة أيضاً بالحمى المتموجة. وأوضحت أن هذا المرض البكتيري يجد طريقه إلى جسم الإنسان عبر عدة مسارات، أبرزها تناول الأطعمة الملوثة مثل اللحوم غير المطهية جيداً، أو استهلاك الحليب ومشتقاته إذا لم تتم بسترتها أو غليها بالطريقة الصحيحة، فضلاً عن احتمالية انتقال العدوى عبر الاحتكاك المباشر بالحيوانات المصابة أو ملامسة إفرازاتها.

وتكمن خطورة هذا الوباء في قدرة الميكروب على الاختباء داخل الجسم والبقاء كامناً حتى بعد اختفاء الأعراض الظاهرية، مما يجعل رحلة العلاج طويلة وتستدعي إشرافاً طبياً دقيقاً. وقد نبهت الدكتورة إلى أن التبعات الصحية قد تكون قاسية للغاية، حيث يشكل المرض تهديداً مباشراً على الحمل قد يصل إلى حد الإجهاض أو وفاة الجنين، بينما يواجه الرجال مخاطر تتعلق بالخصوبة نتيجة احتمالية حدوث التهابات وضمور في الخصيتين قد تؤدي إلى العقم.

ولتحصين الأسرة من هذه المخاطر، شددت التوصيات على ضرورة الالتزام بمعايير وقائية صارمة، تبدأ من التدقيق في مصادر شراء منتجات الألبان، والحرص على غلي اللبن وسلق اللحوم بشكل تام قبل التناول لضمان القضاء على المسببات المرضية. وفي حال الاشتباه بأي إصابة أو ظهور أعراض، يجب التوجه فوراً إلى مستشفيات الحميات المتخصصة وإخضاع جميع أفراد العائلة للفحص الطبي للتأكد من سلامتهم ومحاصرة العدوى في مهدها.