يُعد الشعور بالدوار في أغلب الأحيان عارضاً عابراً، إلا أنه قد يتحول إلى مؤشر إنذارٍ حقيقي يستدعي التدخل الطبي الفوري، خاصة عندما يداهم الشخص بشكل مباغت وعنيف دون مبرر واضح، أو إذا امتدت النوبة لفترة زمنية تتجاوز ربع الساعة، وكذلك في حال تكرارها بصورة مستمرة ومزعجة. وتتأكد ضرورة التوجه إلى الرعاية الصحية وعرض الحالة على المختصين عند اقتران هذا الدوار بجملة من العلامات المقلقة التي تشير إلى مشاكل صحية كامنة، مثل الإحساس بألم في منطقة الصدر، أو المعاناة من ضيق في التنفس، واضطراب نبضات القلب سواء بالتسارع أو عدم الانتظام.
كما يجب عدم التهاون إطلاقاً مع الأعراض العصبية والحسية التي قد تظهر بالتزامن مع الدوخة، كفقدان القدرة على الاتزان والتعثر أثناء المشي، أو تشوش الرؤية وعدم وضوحها، أو حدوث ثقل في اللسان وصعوبة في نطق الكلمات. وتمتد قائمة التحذيرات لتشمل الشعور بتنميل أو خدر يسري في الأطراف أو الوجه، والتعرض لصداع عنيف ومفاجئ، ناهيك عن حالات فقدان الوعي، أو التقيؤ المتواصل، والدخول في نوبات تشنج، بالإضافة إلى أي تغيرات طارئة وغير مألوفة قد تطرأ على حاسة السمع.
وفي المقابل، إذا كانت نوبات الدوار خفيفة ولحظية ولا تصاحبها تلك المخاطر الصحية الجسيمة، فيمكن السيطرة عليها والوقاية منها عبر تبني نمط حياة متوازن وعادات بسيطة. من أهم هذه الخطوات الحفاظ على رطوبة الجسم وتزويده بالسوائل الكافية لضمان تدفق الدم بشكل سليم، والابتعاد قدر الإمكان عن مسببات التوتر للجهاز العصبي مثل التدخين والإفراط في استهلاك الكافيين. كما يُنصح دائماً بتوخي الحذر والهدوء عند تغيير وضعية الجسم، وذلك بالنهوض ببطء وتريث بعد فترات الجلوس الطويلة، لتجنب حدوث انخفاض مفاجئ في ضغط الدم الذي غالباً ما يكون السبب الرئيسي وراء تلك الدوخة العابرة.
التعليقات