سجل التاريخ ليلة استثنائية للقلعة البيضاء في الثالث عشر من ديسمبر عام 1996، حينما اعتلى نادي الزمالك عرش القارة السمراء للمرة الرابعة، منتزعاً اللقب الغالي من بين أنياب فريق شوتنج ستارز النيجيري في ملحمة كروية لا تُنسى. لم يكن الطريق مفروشاً بالورود، فقد تعثر الفريق المصري ذهاباً في لاجوس بهدفين لهدف، إلا أن موقعة الإياب في القاهرة كانت مغايرة تماماً؛ حيث احتشدت الجماهير في المدرجات لتعطي دفعة معنوية هائلة للاعبين، وتمكن نجوم الفريق مدحت عبد الهادي وأيمن منصور من تسجيل هدفي العودة، ليلجأ الفريقان إلى ركلات الحظ الترجيحية التي أنصفت الفارس الأبيض بنتيجة 5-4. وتألق في تلك النسخة نخبة من الأسماء اللامعة مثل الحارس نادر السيد، والمايسترو أحمد الكاس، وقاسي سعيد، وإسماعيل يوسف، وطارق مصطفى، ومعتمد جمال، الذين ساهموا بجهدهم الوفير في حسم اللقب وكتابة سطر جديد في تاريخ النادي.
ولا يمثل هذا الإنجاز القاري سوى حلقة واحدة في سلسلة ذهبية من البطولات التي تزين خزائن ميت عقبة؛ فعلى الصعيد المحلي، استطاع الفريق حصد درع الدوري الممتاز 14 مرة، وله تاريخ عريق في كأس مصر الذي توج به 29 مرة، إضافة إلى هيمنته القديمة على دوريات مناطق القاهرة والجيزة، وحصوله على السوبر المصري في أربع مناسبات. كما يزخر سجل النادي ببطولات متنوعة ونادرة، منها كأس السلطان حسين الذي كان الزمالك سباقاً في نيله، وكأس الملك فؤاد، وكأس الاستقلال، فضلاً عن بطولات خاصة مثل كأس أكتوبر وكأس “حب مصر” التي انتزعها من غريمه التقليدي الأهلي بهدف جمال عبد الحميد الشهير، إلى جانب بطولات أخرى كدورة الإسكندرية الصيفية وكأس الاتحاد.
أما خارج الحدود، فقد بسط الزمالك نفوذه عربياً وأفريقياً، حيث نال كأس الأندية العربية، وكأس السوبر المصري السعودي مرتين، ودورة الأردن الدولية. وعلى المستوى القاري، توج بطلاً لدوري أبطال أفريقيا خمس مرات، محتفظاً بكأس “أحمد سيكو توري” للأبد كأول فريق يحقق هذا الإنجاز عام 1993. وتكتمل اللوحة الشرفية بخمسة ألقاب للسوبر الأفريقي، ولقب وحيد لكأس الكؤوس، ولقبين للكونفدرالية، بالإضافة إلى رقمه القياسي في الكأس الأفروآسيوية التي حصدها مرتين. وبهذا الرصيد الضخم الذي يبلغ 82 بطولة متنوعة بين محلية وقارية وإقليمية، يرسخ الزمالك مكانته كأحد أقطاب الرياضة وأكثر الأندية تتويجاً بالألقاب في المنطقة العربية والقارة الأفريقية.
التعليقات