خطا مجلس إدارة القلعة البيضاء خطوة محورية نحو تطبيق الاحتراف الشامل، بعدما نجح في استصدار الموافقات الرسمية اللازمة لتدشين شركة مساهمة تتولى شؤون كرة القدم؛ إذ يهدف هذا التحرك إلى فصل إدارة النشاط الكروي عن النادي الاجتماعي، ومنحه استقلالية تامة في الجوانب المالية والتشغيلية، مما يتيح إعادة صياغة المنظومة برمتها وفق معايير اقتصادية حديثة تواكب التطور العالمي في صناعة الرياضة.

ويسعى القائمون على هذا المشروع إلى الخروج من عباءة الإدارة التقليدية التي تعتمد في تمويلها بشكل أساسي على اشتراكات الأعضاء أو الدعم المباشر، واستبدالها بنموذج استثماري يضمن تدفق موارد مالية ثابتة ومستدامة؛ حيث ستتولى الشركة الجديدة ملفات حيوية تشمل إدارة سوق الانتقالات، وتسويق العلامة التجارية، واستثمار حقوق البث التليفزيوني بأسلوب تجاري بحت، مما يفتح الباب أمام عقد شراكات استراتيجية بعيدًا عن التعقيدات والروتين الإداري المعتاد.

وعلى الرغم من التسارع الكبير في وتيرة العمل للانتهاء من كافة الإجراءات التأسيسية واعتبار الأمر نقلة نوعية في تاريخ النادي وليس مجرد إجراء شكلي، إلا أن المشاورات لا تزال جارية بخصوص هوية الشخصيات التي ستقود هذا الكيان الجديد؛ حيث لم يتم الاستقرار بشكل نهائي حتى الآن على الأسماء المرشحة للمناصب القيادية، في وقت تسابق فيه الإدارة الزمن لوضع الهيكل الأمثل الذي يضمن تحقيق التوازن المالي وضبط النفقات دون تحميل خزينة النادي أعباء إضافية.