يحتفظ تاريخ القلعة البيضاء بذكرى استثنائية تعود لليلة الثالث عشر من ديسمبر عام 2002، حين اعتلى نادي الزمالك عرش القارة السمراء مُعانقاً لقب دوري أبطال أفريقيا للمرة الخامسة في مسيرته، وهو الإنجاز القاري الأخير للفريق في هذه البطولة الكبرى حتى اللحظة، وقد جاء هذا التتويج المستحق على حساب فريق الرجاء البيضاوي المغربي في نهائي مثير حبست فيه الجماهير أنفاسها.

لم يكن طريق الفارس الأبيض مفروشاً بالورود، فقد خاض معركة كروية تكتيكية في الدار البيضاء انتهت بالتعادل السلبي، ليتأجل الحسم إلى موقعة القاهرة التي شهدت تفوق الزمالك بهدف نظيف كان كفيلاً بمنحهم الكأس، وجاء الهدف بتوقيع تامر عبد الحميد، دينامو خط الوسط الذي أطلق قذيفة الفرح في قلوب المشجعين، ليتوج مجهود جيل ذهبي ضم نخبة من ألمع النجوم.

وفي تلك الليلة التاريخية، دخل الزمالك أرض الملعب بتشكيلة مدججة بالخبرات والمواهب، ضمت في حراسة العرين عبد الواحد السيد، وأمامه سد دفاعي وخط وسط وهجوم ناري مكون من إبراهيم حسن، بشير التابعي، وائل القباني، مدحت عبد الهادي، وطارق السيد، وبقيادة المايسترو حازم إمام الذي عوضه لاحقاً حسام عبد المنعم، بجانب تامر عبد الحميد ومحمد أبو العلا، والهداف التاريخي حسام حسن، ووليد صلاح عبد اللطيف الذي حل محله العندليب عبد الحليم علي، كما ساهم في صناعة هذا المجد لاعبون شاركوا في مسار البطولة مثل محمد عبد المنصف، وخالد الغندور، ورضا سيكا، ومحمد صبري، وجمال حمزة، والمحترف الغاني أحمد فيليكس، وغيرهم من الأسماء التي دعمت الفريق، بينما ضمت القائمة أسماء أخرى لم تحظَ بفرصة المشاركة في المباريات مثل وائل زنجا وأمير عزمي مجاهد.

وبالنظر إلى السجل الشرفي الحافل للقلعة البيضاء، نجد أن خزائن النادي تضج بالألقاب المحلية، حيث ظفر بلقب الدوري المصري الممتاز في 14 مناسبة، كما سيطر قديماً على دوري منطقة القاهرة بـ 14 لقباً، وحقق دوري منطقة الجيزة مرة واحدة، ويُعد الزمالك صاحب ريادة تاريخية كأول نادٍ مصري يحصد كأس مصر تحت مسماه القديم “كأس السلطان حسين”، ليصل إجمالي تتويجاته بالكأس الأعرق إلى 29 مرة، بالإضافة إلى حصد كأس السوبر المصري في أربع مناسبات.

ولا يقتصر تاريخ الزمالك على البطولات الرسمية الكبرى فحسب، بل يمتد ليشمل بطولات متنوعة ونادرة، فقد نال كأس الاستقلال مرتين، ومثلهما في كأس السلطان، وفاز بكأس أكتوبر، كما يحمل في جعبته لقباً فريداً لبطولة “كأس حب مصر” التي أقيمت مرة واحدة، وحسمها الزمالك بهدف تاريخي لجمال عبد الحميد في شباك حارس الأهلي أحمد شوبير، فضلاً عن الفوز بدورة الإسكندرية الصيفية ثلاث مرات، وكأس الملك فؤاد بنفس العدد، وكأس الاتحاد مرة واحدة.

أما على الصعيدين العربي والقاري، فقد فرض الزمالك اسمه كقوة عظمى، حيث توج عربياً بكأس الأندية العربية، وكأس دورة الأردن الدولية مرتين، وكأس السوبر المصري السعودي في مناسبتين، وأفريقياً كتب التاريخ بحروف من نور بفوزه بدوري الأبطال 5 مرات، محتفظاً بكأس “أحمد سيكو توري” للأبد عام 1993 كأول نادٍ مصري يحقق هذا الإنجاز، كما تربع على عرش السوبر الأفريقي 5 مرات، وفاز بكأس الكؤوس الأفريقية مرة، والكونفدرالية مرتين، وينفرد برقم قياسي في الفوز بالكأس الأفروآسيوية للأندية مرتين، ليصل إجمالي ما حصده النادي عبر تاريخه العريق إلى 82 بطولة متنوعة، مما يضعه في مصاف الأندية الأكثر تتويجاً في العالم العربي.