لم تغفل القلعة البيضاء عن إحياء ذكرى أحد أبرز أبنائها المخلصين، حيث احتفت المنصات الرسمية لنادي الزمالك بمسيرة الكابتن أحمد رفعت، مستعيدة ذكراه العطرة بكلمات مؤثرة تصفه بأنه أحد أهم الرموز والأساطير التي سطرت تاريخ النادي، وذلك تزامناً مع مرور ثماني سنوات على رحيله، إذ غادر دنيانا في الثالث عشر من ديسمبر عام 2017 بعد معاناة مع المرض، تاركاً خلفه سيرة عطرة كلاعب موهوب، ومدرب قدير، وإداري ناجح خدم الكيان في مختلف المواقع.
يعتبر الراحل أحد الأعمدة الرئيسية لجيل الستينيات الذهبي، وهو ابن حي بولاق الذي ساهم بجهده وعرقه في تعزيز الشعبية الجارفة للفارس الأبيض، مزاملاً كوكبة من النجوم الكبار أمثال حمادة إمام وعمر النور ورأفت عطية، حيث نجحوا سوياً في قنص درع الدوري لموسمين متتاليين. وقد تميز رفعت في الملعب بمرونة تكتيكية عالية، فبعد أن بدأ ظهيراً أيمن، تألق في مركز “الظهير الثالث”، واشتهر بقدمه القوية التي أطلقت قذائف لا تصد من مسافات بعيدة، قبل أن يقرر تعليق حذائه واعتزال اللعب رسمياً عام 1973.
لم تنته علاقة رفعت بالكرة بمجرد الاعتزال، بل انطلق في رحلة تدريبية بدأت من قطاع الناشئين، وتدرج حتى وصل للجهاز الفني للفريق الأول كمدرب مساعد للكابتن محمود أبو رجيلة، ليشاركا معاً في تحقيق إنجاز تاريخي تمثل في حصد أول لقب لبطولة دوري أبطال أفريقيا عام 1984. كما تولى القيادة الفنية للزمالك لفترة وجيزة عام 1996، وامتدت مسيرته التدريبية لتشمل أندية أخرى مثل المصري البورسعيدي، والمقاولون العرب، ومنتخب السويس، ومزارع دينا.
وعلى الصعيد الإداري، كان لأحمد رفعت بصمة واضحة داخل جدران ميت عقبة، حيث تقلد العديد من المناصب الحيوية، فعمل مديراً للكرة، ومديراً رياضياً، بل ووصل إلى مقعد عضوية مجلس الإدارة في إحدى الفترات، ليظل اسمه محفوراً في ذاكرة الجماهير كأحد الرجال الذين أفنوا حياتهم في خدمة النادي لاعباً ومدرباً ومسؤولاً حتى آخر أيام حياته.
التعليقات