كشفت نتائج علمية مؤخرًا عن دور غير متوقع لنوع شائع من المكسرات في دعم الصحة العقلية، حيث تبين أن الالتزام بتناول كمية محددة من الفول السوداني المحمص وغير المملح، وتحديدًا بقشره، يساهم بشكل فعال في تعزيز الذاكرة وتنشيط الدورة الدموية داخل المخ، خاصة لدى الفئات العمرية المتقدمة.

وقد ركزت التجربة البحثية على مجموعة من كبار السن الأصحاء، تتراوح أعمارهم بين منتصف الستينات ومنتصف السبعينات، ممن لا يعانون من أمراض مزمنة كالسكر أو مشاكل القلب، وليسوا من المدخنين. واعتمد الباحثون منهجية دقيقة للمقارنة لضمان موثوقية النتائج، حيث خضع المشاركون لنظام تضمن تناول الفول السوداني بانتظام لمدة أربعة أشهر متصلة، تلتها فترة توقف مماثلة، مع وجود فاصل زمني بين المرحلتين لفصل التأثيرات، وتم خلال هذه الفترات مراقبة مؤشرات ضغط الدم والأنماط الغذائية، بالإضافة إلى إجراء اختبارات لتقييم سرعة البديهة والقدرة على حل المشكلات.

وأظهرت البيانات أن الأشخاص الذين استهلكوا ما يقارب 60 جرامًا يوميًا خلال فترة التجربة حققوا تقدمًا ملحوظًا في اختبارات الذاكرة اللفظية بنسبة قاربت الستة بالمائة؛ إذ تجلى ذلك في قدرتهم العالية على استرجاع الكلمات وتذكرها بعد مرور وقت، وذلك بشكل يتفوق بوضوح على أدائهم خلال الفترات التي امتنعوا فيها عن تناول تلك الوجبة الخفيفة.

ويرجع الخبراء هذا التحسن الوظيفي إلى المكونات الطبيعية الموجودة في الفول السوداني وقشره، وعلى رأسها حمض “إل-أرجينين” والمركبات النشطة الأخرى التي تلعب دورًا جوهريًا في حماية خلايا الدماغ وتعزيز تدفق الدم إليها؛ فزيادة التروية الدموية تضمن وصول كميات أوفر من الأكسجين والمغذيات الضرورية للمخ، مما ينعكس إيجابًا على الأداء الذهني والوظائف الإدراكية بشكل عام.