دقت البيانات الرسمية الحديثة ناقوس الخطر بشأن الوضع الصحي في إنجلترا، حيث رصدت وكالات الأمن الصحي تصاعدًا مثيرًا للقلق في معدلات الإصابة بمرض السل، داعية المواطنين إلى عدم الاستهانة بأي أعراض تنفسية مستمرة، وخاصة السعال الذي لا يزول. وتشير الإحصائيات إلى أن عام 2024 شهد قفزة واضحة في أعداد المصابين بنسبة وصلت إلى 13% مقارنة بالعام الماضي، مما يستدعي مزيدًا من الحيطة واليقظة.

وعلى الرغم من أن هذا المرض البكتيري، الذي ينتقل عبر الهواء ويهاجم الرئتين بشكل أساسي، كان يُعتقد أنه أصبح جزءًا من التاريخ المرتبط بالعصر الفيكتوري بفضل التطور الطبي وانتشار اللقاحات والمضادات الحيوية، إلا أن الواقع الحالي يثبت عكس ذلك. فقد عاد المرض ليفرض نفسه بقوة، حيث سجلت السجلات الصحية أكثر من 5480 حالة جديدة خلال هذا العام، وهو ارتفاع ملموس عن الـ 4850 حالة التي سُجلت في العام السابق، مع تركز أغلب هذه الإصابات في التجمعات السكنية الكبرى والمناطق الحضرية المزدحمة، وتأتي لندن في مقدمة هذه المناطق.

وينبه الأطباء إلى ضرورة مراقبة مجموعة من العلامات الحيوية التي قد تشير إلى التقاط العدوى، وأبرزها السعال الذي يمتد لأكثر من ثلاثة أسابيع متواصلة، مصحوبًا بحمى، وتعرق ليلي شديد، بالإضافة إلى فقدان الرغبة في الطعام ونزول الوزن بشكل غير مبرر. ورغم خطورة المرض التي قد تصل إلى الوفاة في حال تجاهله، إلا أن الأمل في الشفاء التام يظل كبيرًا جدًا إذا تم تشخيص الحالة مبكرًا والالتزام بكورس علاجي دقيق يعتمد على مضادات حيوية متخصصة.

وفي هذا السياق، تشدد الجهات المعنية على أن سرعة الكشف الطبي هي المفتاح الحقيقي للسيطرة على المرض وعلاجه بفعالية، خاصة أن المؤشرات الحالية تؤكد أن معدلات الانتشار قد كسرت حاجز الانخفاض الذي استمر لسنوات، وتجاوزت الأرقام التي كانت مسجلة قبل جائحة كورونا، مما يضعنا أمام تحدٍ صحي يتطلب استجابة سريعة وواعية.