يعتبر ألم الكعب من الشكاوى الصحية المنتشرة، وغالبًا ما يكون نابعًا من مشكلة في الحزام النسيجي السميك الممتد أسفل القدم، والذي يصل بين عظمة العقب وأصابع القدم. يعمل هذا النسيج كدعامات طبيعية لقوس القدم، ويتحمل مسؤولية كبيرة في موازنة الحركة وامتصاص الصدمات أثناء السير، إلا أن الضغط المتواصل عليه قد يؤدي إلى استنزاف مرونته وقدرته على التحمل، مما يحوله إلى مصدر للأوجاع والانزعاج حتى عند ممارسة أبسط المهام اليومية.
تتضافر مجموعة من العوامل لتزيد من احتمالية الإصابة بهذا التهاب، حيث يلعب نمط الحياة والنشاط البدني دورًا محوريًا؛ فالتغير المفاجئ في وتيرة الحركة، كبدء رياضة الجري دون تمهيد، أو الوقوف والمشي على أسطح صلبة وغير ملائمة، يساهم بشكل كبير في تهيج الأنسجة. كما أن طبيعة الحذاء المرتدى وعدم توفيره للدعم اللازم، بالإضافة إلى الوزن الزائد الذي يشكل عبئًا إضافيًا على القدمين، وتكوين القدم التشريحي نفسه، كلها أمور تزيد من حدة المشكلة. وفي سياق مختلف، قد تظهر هذه الحالة كعَرَض جانبي لأمراض مناعية أو مفصلية أخرى مثل الروماتويد أو الذئبة، وإن كان ذلك أقل شيوعًا.
تتميز أعراض هذه الحالة بطابع خاص، حيث يصف المصابون الألم عادةً بأنه يتركز في منطقة الكعب، وغالبًا ما يظهر بوضوح شديد في اللحظات الأولى من الصباح عند وضع القدم على الأرض بعد الاستيقاظ، أو بعد فترات جلوس طويلة. ورغم أن حدة الألم قد تتراجع تدريجيًا مع بدء الحركة وتسخين العضلات، إلا أنها تعاود الظهور بقوة بعد قضاء يوم طويل ومجهد. ومن الملاحظ أيضًا أن السير حافي القدمين أو استخدام أحذية مسطحة تمامًا قد يؤدي إلى تفاقم الشعور بالألم، والذي قد يأتي أحيانًا بشكل مباغت وحاد إثر قفزة قوية أو حركة عنيفة غير متوقعة.
التعليقات