عند التوجه لشراء الدواجن، وتحديداً الأنواع البيضاء ذات الأوزان الثقيلة التي قد تتخطى الثلاثة كيلوجرامات أو عند انتقاء شرائح “البانيه”، ينبغي توخي الحذر وإجراء فحص دقيق للحم قبل البدء في طهيه. وقد نبهت الدكتورة سماح نوح، المتخصصة في الإرشاد البيطري، إلى ضرورة تفحص أنسجة الصدر بعناية؛ إذ يُفضل إحداث شق بالسكين في تلك المنطقة للتأكد من نصاعة لون اللحم وخلوه من أي شوائب. وفي حال ملاحظة تغير في اللون يميل إلى الأخضر أو انبعاث رائحة غير مستحبة، فلا بد من التخلص من هذا الجزء فوراً لعدم صلاحيته للأكل وافتقاره لأي قيمة غذائية.
وتتركز هذه الظاهرة غالباً في العضلة الداخلية الدقيقة المختبئة أسفل الصدر، والتي قد يتغير لونها بوضوح في الدجاج الضخم. ومن المهم تصحيح المفاهيم المغلوطة الشائعة حول هذا العرض، فهو ليس نتاجاً لحقن هرمونية أو أورام كما يشاع بين الناس، بل هو حالة فسيولوجية معروفة علمياً بمرض العضلات الخضراء. وتكمن أسبابه الحقيقية في ظروف التربية داخل المزارع، مثل سوء التهوية وزيادة وزن الطائر بشكل مفرط يعيقه عن الحركة والوقوف لفترات كافية، مما يؤدي بالتالي إلى قصور في وصول الأكسجين إلى تلك العضلات العميقة، فيتغير لونها نتيجة لذلك.
وفيما يتعلق بسلامة الغذاء، فإن التعامل الأمثل والصحي مع هذه الحالة يكمن في استئصال الجزء المتضرر فقط ورميه، بينما تظل باقي أجزاء الدجاجة صالحة للاستهلاك وآمنة تماماً دون أي قلق. ولتجنب هذه المشكلات وضمان الحصول على أفضل تجربة طهي ومذاق، يُنصح دائماً عند التسوق باختيار الدجاج متوسط الحجم، الذي يتراوح وزنه بين اثنين واثنين ونصف كيلوجرام، حيث يتميز هذا الوزن بلحم أكثر طراوة ونضج متوازن وسريع مقارنة بالأحجام المبالغ فيها.
التعليقات