مع حلول موسم البرد وانخفاض درجات الحرارة، يؤكد المتخصصون في علم التغذية على أهمية إدراج الكركم الطازج ضمن النظام الغذائي اليومي، نظرًا لما يزخر به من مركبات حيوية فعالة، في مقدمتها مادة “الكركمين”، التي تعد بمثابة درع واقٍ للجسم في مواجهة تحديات الشتاء الصحية. وتلعب هذه المادة دورًا محوريًا في تعزيز كفاءة الجهاز المناعي عبر تنشيط الخلايا التائية، مما يمنح الجسم قدرة أكبر على التصدي للفيروسات والبكتيريا، ويقلل من فرص الإصابة بنزلات البرد والتهابات الجهاز التنفسي الشائعة في هذا الفصل.
وبالنظر إلى طبيعة الموائد الشتوية التي تكثر فيها الأطعمة الدسمة والثقيلة، يبرز الكركم النيء كحل طبيعي لدعم صحة الجهاز الهضمي؛ حيث يعمل على تحفيز إفراز العصارة الصفراوية، مما يسهل عملية الهضم ويحد من مشكلات الانتفاخ والشعور بالثقل. علاوة على ذلك، تساهم خصائصه المهدئة في تلطيف بطانة الأمعاء، مما يوفر راحة ملحوظة لمن يعانون من آلام القولون العصبي والاضطرابات المعوية المختلفة.
ولا تقتصر فوائد هذا الجذر الذهبي على الداخل فحسب، بل تمتد لتشمل الجهاز العظمي الذي يتأثر سلبًا ببرودة الطقس؛ إذ يعاني الكثيرون من تيبس وآلام في المفاصل خلال الشتاء. وهنا، تتدخل الخصائص القوية المضادة للالتهاب المتوفرة في الكركم لتخفيف حدة هذه الأوجاع وتحسين ليونة الحركة، مما يجعله خيارًا مثاليًا لمرضى التهابات المفاصل. كما يمتد تأثيره الإيجابي لحماية البشرة من الجفاف والتشقق الناتجين عن قسوة الطقس، وذلك بفضل غناه بمضادات الأكسدة التي تجدد الخلايا وتقلل من تهيج الجلد وظهور حب الشباب.
وعلى صعيد الصحة العقلية، تشير الأبحاث إلى نتائج واعدة تتعلق بقدرة الكركم على حماية الدماغ من الأمراض التنكسية العصبية؛ حيث يساعد الكركمين في مكافحة الإجهاد التأكسدي والالتهابات الدماغية، مما قد يسهم في الوقاية من الزهايمر وتعزيز الذاكرة والقدرات الإدراكية، لا سيما لدى كبار السن. ولضمان الحصول على هذه الفوائد المتكاملة، يُنصح بتناول الكركم الطازج بطرق متنوعة، مثل برشه على السلطات، أو مزجه مع عصائر الفواكه، أو تحضيره كمشروب دافئ مع الزنجبيل والعسل، مع ضرورة إضافة القليل من الفلفل الأسود لتعزيز قدرة الجسم على امتصاص المادة الفعالة.
التعليقات