تتجه أنظار أسرة كرة اليد العالمية نحو العاصمة الإدارية الجديدة، التي تستعد لاحتضان فعاليات الجمعية العمومية للاتحاد الدولي للعبة، في حدث رياضي ضخم تشرف على تنظيمه الشركة المتحدة للرياضة. ومن المقرر أن تنطلق هذه الفعاليات في الفترة ما بين التاسع عشر والثاني والعشرين من شهر ديسمبر الحالي، وسط حضور دولي مكثف يضم ممثلين عن مائتين وأحد عشر اتحاداً وطنياً من مختلف قارات العالم. ويحظى هذا التجمع الكبير برعاية شركة العاصمة الإدارية للتنمية العمرانية، في خطوة تعكس التزام الدولة المصرية باستقطاب الفعاليات الكبرى، واستعراض ما تمتلكه من بنية تحتية عصرية ومنشآت متطورة تؤهلها لتكون وجهة مفضلة لتنظيم المحافل الدولية.

وفي إطار التحضيرات النهائية لانطلاق الحدث، بدأت طلائع المسؤولين الدوليين في التواجد على الأراضي المصرية، حيث وصل بالفعل الدكتور حسن مصطفى، رئيس الاتحاد الدولي لكرة اليد، رفقة أعضاء المكتب التنفيذي، للإشراف المباشر على الترتيبات، بينما يتوالى وصول باقي الوفود المشاركة بداية من يوم الخميس، تمهيداً لبدء الاجتماعات الرسمية. ويأتي هذا التنظيم ليبرهن مجدداً على الاحترافية العالية التي تتمتع بها الشركة المتحدة للرياضة، والتي دأبت في الآونة الأخيرة على تقديم نماذج تنظيمية مشرفة تعزز من الصورة الحضارية لمصر أمام المجتمع الرياضي الدولي.

ولا يقتصر دور العاصمة الإدارية الجديدة في هذا المشهد على الرعاية فحسب، بل يمتد ليشمل توفير بيئة لوجستية متكاملة تليق بضيوف مصر، مما يرسخ مكانتها كمدينة عالمية قادرة على استيعاب كبرى الأحداث. ويتزامن ذلك مع احتفاء الدولة المصرية بمسيرة الدكتور حسن مصطفى، الذي يقود دفة كرة اليد العالمية منذ مطلع الألفية الجديدة، محققاً خلال عقدي الزمان الماضيين طفرة شاملة في قوانين اللعبة، وموسعاً قاعدتها الجماهيرية وحقوق بثها التلفزيوني، فضلاً عن استحداث بطولات لمختلف الفئات العمرية.

إن استضافة مصر لهذا الحدث الكبير تمثل رسالة دعم واضحة للكفاءات الوطنية التي تتبوأ مناصب قيادية رفيعة في المؤسسات الدولية، وتؤكد حرص الدولة على تعزيز نفوذها الناعم وتواجدها الفعال داخل دوائر صنع القرار الرياضي عالمياً. وتكتسب هذه الخطوة أهمية خاصة في ظل النهضة الكبيرة التي تشهدها كرة اليد المصرية، والنجاحات المتتالية التي حققتها المنتخبات الوطنية، مما يجعل من هذا التجمع فرصة مثالية لتأكيد الريادة المصرية في هذا المجال.