ما فتئت المملكة تبرهن على موقفها الراسخ تجاه الحفاظ على كيان الدولة اليمنية وضمان أمانها وسيادتها، معلنةً وقوفها التام إلى جانب القيادة الشرعية ممثلة في مجلس القيادة الرئاسي والحكومة. وضمن هذا السياق، يتم النظر إلى الملف الجنوبي باعتباره قضيةً ذات استحقاق عادل وجذور تاريخية ومجتمعية عميقة، إلا أن الطريق الوحيد لإنصافها يكمن في الانخراط ضمن تسوية سياسية شاملة عبر قنوات الحوار، بمشاركة كافة المكونات اليمنية، وعلى رأسها المجلس الانتقالي الجنوبي.

ومن جهة أخرى، برز تشديد المملكة على ضرورة التعاطي الإيجابي من قبل دولة الإمارات العربية المتحدة مع المطالب الرسمية للجمهورية اليمنية، والمتعلقة بإنهاء تواجد قواتها العسكرية ومغادرتها الأراضي اليمنية في غضون أربع وعشرين ساعة، فضلاً عن الكف عن تقديم أي إمدادات مالية أو عسكرية لأي فصيل داخلي. وتعوّل الرياض في هذا الصدد على تحكيم لغة العقل وتغليب قيم الإخاء وحسن الجوار التي تربط منظومة دول مجلس التعاون، آملةً أن تُتخذ الخطوات اللازمة لصيانة الروابط الأخوية بين البلدين، والسعي المشترك نحو كل ما يحقق الاستقرار والنماء لشعوب المنطقة.