على الرغم من مرور نحو ثلاثة عقود على رحيلها، عاد اسم العرافة البلغارية الشهيرة ليحتل مساحة واسعة من النقاشات مجددًا، بالتزامن مع تداول تكهنات تُنسب إليها وتخص عام 2026. وتظل هذه السيدة الكفيفة شخصية محورية تجذب عشاق الغموض ومؤيدي النظريات غير التقليدية، لا سيما مع انتشار أحاديث سابقة حول دقة رؤاها المتعلقة بأزمات صحية عالمية كبرى، مما جعل التوقعات الجديدة تحظى باهتمام بالغ في الأوساط الإعلامية.
ومن بين أكثر السيناريوهات غرابة التي يتم تداولها حاليًا، الحديث عن لقاء مرتقب للبشرية مع حضارات خارجية؛ حيث تشير الروايات المنسوبة إليها إلى وصول جسم فضائي عملاق إلى كوكبنا في خريف عام 2026، وهو حدث -إن وقع- سيقلب موازين التاريخ البشري ويغير مفاهيمنا تمامًا. غير أن هذه الفرضيات الخيالية تصطدم بجدار صلب من التشكيك العلمي، إذ تؤكد المؤسسات البحثية الكبرى، وتحديدًا في الولايات المتحدة، غياب أي دليل ملموس يثبت وجود حياة عاقلة خارج الأرض، ناهيك عن احتمالية التواصل معها في المستقبل القريب.
وعلى صعيد موازٍ، تحمل التنبؤات طابعًا أكثر قتامة فيما يخص الاستقرار الجيوسياسي، إذ تتحدث عن مخاوف جدية من اشتعال صراع عسكري عالمي ثالث تغذيه الخلافات المتفاقمة بين القوى العظمى في الشرق والغرب. ولا تتوقف التحذيرات عند حدود السياسة، بل تمتد لتشمل غضب الطبيعة، مع إشارات إلى كوارث بيئية محتملة تتنوع بين زلازل وبراكين وتقلبات مناخية حادة قد تطال أضرارها مساحات شاسعة من المعمورة.
وفي زاوية أكثر إشراقًا وسط هذه التوقعات المخيفة، تبرز آمال بحدوث طفرات علمية غير مسبوقة، مثل ابتكار تقنيات دقيقة للكشف المبكر عن الأمراض الخبيثة عبر تحاليل الدم، أو التوصل لطرق مبتكرة لاستغلال طاقة الفضاء. ومع ذلك، يبقى التحدي الأكبر كامنًا في صعوبة توثيق هذه الأقوال، فالعرافة لم تدون شيئًا بخط يدها، وكل ما وصلنا جاء عبر روايات شفهية تناقلها أقاربها ومريدوها، مما يفتح الباب واسعًا لشكوك حول مدى صحة نسبة هذه الكلمات إليها أو تعرضها للتحريف والمبالغة بمرور الزمن.
التعليقات