تترقب الجماهير العاشقة للساحرة المستديرة، سواء في القارة السمراء أو حول العالم، أمسية كروية من العيار الثقيل تحتضنها العاصمة القطرية الدوحة، حيث يستعد ملعب “أحمد بن علي” ليكون مسرحاً لمواجهة نارية تجمع بين ممثل الكرة المصرية، نادي بيراميدز، ونظيره البرازيلي العملاق فلامنجو. ومن المقرر أن تنطلق صافرة هذه الملحمة الكروية مساء السبت، في توقيت يسبق توقيت القاهرة بساعة واحدة، وذلك في إطار منافسات المربع الذهبي لبطولة كأس التحدي، حيث يسعى كل طرف لانتزاع بطاقة العبور وإثبات جدارته على الساحة الدولية.
ولا تقتصر أهمية هذا اللقاء على مجرد الفوز في مباراة عابرة، بل إن الانتصار فيها يعني الظفر بلقب كأس التحدي، ويفتح الباب على مصراعيه للتأهل إلى المشهد الختامي الكبير في بطولة كأس القارات للأندية. وسيكون الفائز من هذه الموقعة على موعد مع تحدٍ تاريخي يوم السابع عشر من ديسمبر الجاري، حيث سيواجه بطل القارة العجوز، باريس سان جيرمان، للمنافسة على اللقب العالمي الأغلى، في مباراة ينتظرها عشاق اللعبة بشغف كبير.
وفي حديثه عن هذه المواجهة المرتقبة، أعرب الكرواتي كرونسلاف يورتشيتش، المدير الفني للفريق المصري، عن حماسه الشديد لخوض هذا التحدي، مبدياً فخره الكبير بالمكانة التي وصل إليها ناديه حديث العهد. ويرى يورتشيتش أن مجرد التواجد في نصف نهائي محفل عالمي كهذا، والوقوف نداً لند أمام أحد عمالقة الكرة اللاتينية مثل فلامنجو، يعد إنجازاً يدعو للاعتزاز، مؤكداً رغبة فريقه الجامحة في مواصلة كتابة التاريخ واستكمال هذه المسيرة المشرفة حتى نهايتها.
وأوضح المدرب الكرواتي أنه درس الخصم البرازيلي بعناية وتابع تحركاته في الملعب، مدركاً تماماً حجم القوة الضاربة التي يمتلكها وجودة لاعبيه، إلا أنه شدد في الوقت ذاته على أن بيراميدز يدخل اللقاء بصفته سيداً للقارة الأفريقية. وأبدى ثقته المطلقة في لاعبيه الذين وصفهم بالأبطال الحقيقيين، نظراً لقدرتهم على قهر الصعاب وتجاوز الظروف المعقدة في مشوارهم السابق، مؤكداً أنهم سيقدمون عرضاً يليق بسمعتهم وسيقاتلون لترك بصمة لا تُنسى في تاريخ النادي، بغض النظر عن شراسة المنافس.
وفيما يتعلق بجاهزية الفريق، أشار المدير الفني إلى وجود بعض الغيابات الاضطرارية، لكنه أكد أن الفريق اعتاد على تجاوز مثل هذه العقبات والمضي قدماً. وفضّل يورتشيتش ترك الحديث عن تفاصيل وضع اللاعب وليد الكرتي لإدارة النادي، مطالباً في الوقت ذاته بضرورة إنصاف هؤلاء اللاعبين وتقدير “المعجزة” الكروية التي حققوها بوصولهم إلى هذه المرحلة. واختتم حديثه بتوجيه دعوة للجماهير المصرية في الدوحة لمؤازرة الفريق الذي يحمل اسم أحد رموز مصر الخالدة، معتبراً أن مباراة فلامنجو تاريخية، لكن تظل مواجهة صن داونز السابقة هي الأغلى في الذاكرة، لأنها كانت المفتاح الذي منحهم اللقب القاري وقادهم إلى هذه المنصة العالمية.
التعليقات