في غمرة الأجواء الاحتفالية بعيد الميلاد المجيد، شاركت المنصة الإعلامية للكنيسة الكاثوليكية بمصر تفاصيل حوار إعلامي موسع أجراه غبطة البطريرك الأنبا إبراهيم إسحاق، حيث تطرق الحديث إلى الأبعاد الروحية والوطنية لهذه المناسبة، متجاوزاً الطقوس الظاهرية إلى عمق المعاني الإنسانية التي يحملها العيد. وقد شدد غبطته خلال حديثه على أن الميلاد ليس مجرد ذكرى سنوية، بل هو محطة لتجديد الأمل وإشاعة السلام والمحبة، مؤكداً أن الرسالة الحقيقية تكمن في تعزيز ثقافة العيش المشترك والتسامح، مع وضع مسألة بناء الإنسان والارتقاء به كأولوية قصوى تسمو فوق كل اعتبار.

وانتقل الحوار ليسلط الضوء على المكانة المتفردة لمصر في الوجدان المسيحي، حيث أشار بطريرك الأقباط الكاثوليك إلى الزخم التاريخي الذي تتمتع به البلاد وحضورها القوي في النصوص المقدسة، بدءاً من كونها الملاذ الآمن للعائلة المقدسة، ووصولاً إلى دورها الريادي في تأسيس الفكر الكنسي والمجامع الأولى، وتقديمها نماذج مضيئة من القديسين والآباء أثرت في العالم أجمع. ولم يكتفِ غبطته بسرد أمجاد الماضي، بل اعتبر أن الفخر بهذا الإرث العظيم يفرض مسؤولية أخلاقية ووطنية في الحاضر، تستوجب العمل الدؤوب لترسيخ القيم الفاضلة والمساهمة الفعالة في نهضة المجتمع واستقراره، ليكون الحاضر والمستقبل امتداداً مشرقاً لذلك التاريخ العريق.

ويأتي اهتمام الكنيسة بإبراز تفاصيل هذا اللقاء تعبيراً عن حرصها الدائم على مد جسور التواصل الفعال مع الرأي العام وأبناء الرعية، وتأكيداً على الدور التنويري والوطني لرعاتها في توضيح الرؤى والمفاهيم البناءة، لا سيما في مثل هذه المناسبات الدينية الكبرى التي تعد فرصة سانحة لتعزيز أواصر الوحدة والمودة وتعميق الروابط بين كافة أبناء الوطن الواحد.