تظهر على سطح الجلد أحيانًا تغيرات لونية تتخذ شكلًا مسطحًا وداكنًا، وتنتشر عادةً في الأجزاء التي نالت نصيبًا وافرًا من أشعة الشمس، كالأكتاف والوجه وظهر اليدين. ورغم شيوع تسميتها ببقع الكبد أو بقع الشمس، إلا أنها في الحقيقة نتاج لفرط التصبغ، حيث يلعب التعرض المستمر للأشعة فوق البنفسجية دور المحفز للخلايا الصبغية، مما يدفعها لزيادة إفراز مادة الميلانين المسؤولة عن تلوين البشرة. ومع مرور السنوات وتراكم هذا التأثير، لا يتوزع الميلانين بانتظام بل يتكدس في بؤر محددة مشكلاً تلك العلامات المميزة، وتزداد احتمالية ظهورها وتطورها لدى الأشخاص الذين لديهم تاريخ طويل من التعرض المكثف للشمس أو عانوا مرارًا من حروق جلدية سابقة.
للحفاظ على نضارة البشرة والحد من تفاقم هذه التصبغات أو ظهور غيرها مستقبلاً، يتوجب تبني نمط حياة وقائي يعتمد في المقام الأول على تجنب الخروج والتعرض المباشر للضوء في أوقات الذروة الشمسية، والتي تمتد عادة من الصباح المتأخر وحتى بعد الظهر، حيث تكون الأشعة في أوج قوتها وتأثيرها الضار. وفي حال الاضطرار للخروج، يصبح استخدام واقي الشمس خطوة لا غنى عنها، شريطة اختيار نوع واسع الطيف بعامل حماية قوي، ووضعه قبل مغادرة المنزل بفترة كافية ليمتصه الجلد، مع ضرورة تجديده بانتظام كل ساعتين تقريبًا، وخصوصًا عند ممارسة السباحة أو بذل مجهود بدني يؤدي للتعرق. ولا تكتمل منظومة الحماية إلا بارتداء ملابس ذات نسيج كثيف تغطي الأطراف، إلى جانب اعتمار قبعات عريضة الحواف توفر ظلاً كافيًا للوجه والرقبة، مما يشكل حاجزًا فعالًا وأفضل من القبعات التقليدية ضد أضرار الأشعة المباشرة.
التعليقات