لم يعد انتقاء أصناف الطعام في حفلات الزفاف مجرد تفصيل جانبي، بل هو حجر الزاوية الذي يحدد مدى نجاح الليلة وانطباع الحضور عنها؛ فبرغم روعة الديكورات، تظل تجربة التذوق هي الذكرى الأبرز التي يعود بها المدعوون إلى منازلهم. ومن هنا، يوصي خبراء الضيافة دائمًا بالابتعاد عن المغامرات غير المحسوبة والاعتماد على الخيارات المضمونة التي تلائم كافة الأذواق والأعمار، وتتميز بمرونة التقديم والمذاق الشهي. وفي هذا السياق، تطرح الشيف سارة الحافظ رؤيتها لقائمة مثالية تتضمن خمسة مكونات رئيسية تضمن تقديم مائدة راقية خالية من الانتقادات.

يأتي الأرز، وتحديدًا النوع البسمتي أو الأبيض المتقن الطهي، في مقدمة هذه الخيارات باعتباره العمود الفقري لأي بوفيه مفتوح؛ فهو طبق محايد ينسجم بسلاسة مع كافة أنواع اللحوم والطيور، كما أن اختيار البسمتي يضفي لمسة من الفخامة والخفة على المعدة، مما يجعله خيارًا آمنًا ومحبوبًا للصغار والكبار على حد سواء، فضلًا عن سهولة تقديمه والحفاظ على حرارته. وإلى جانب النشويات، لا تكتمل المائدة دون وجود اللحوم الحمراء، ويُستحسن هنا تقديمها مطهوة بصوصات ناعمة كالمشروم أو الديمي جلاس لضمان بقاء أنسجتها طرية وسهلة المضغ، مع تفضيل تقطيعها إلى أحجام صغيرة لتيسير تناولها والحد من هدر الطعام.

ولتحقيق التنوع المطلوب وإرضاء كافة الرغبات، لا بد من إدراج الدجاج كشريك أساسي للحوم؛ حيث يمثل الدجاج المشوي خيارًا مثاليًا للباحثين عن وجبة خفيفة وصحية، في حين يظل الدجاج “البانيه” هو المفضل بلا منازع لدى فئات الشباب والأطفال، مما يجعله صنفًا اقتصاديًا وعمليًا يتناغم مع الذوق العام ويسهل تناوله. ولا يمكن إغفال دور الخضروات، سواء كانت “سوتيه” أو مشكلة، حيث تجاوزت كونها مجرد صنف تكميلي لتصبح ضرورة تكسر حدة دسم الأطباق الرئيسية، وتوفر بديلًا ملائمًا للنباتيين، علاوة على ما تضفيه من بهجة لونية وتوازن غذائي للبوفيه.

أما عشاق المعجنات، فحصتهم محفوظة عبر طبق المكرونة الذي يحظى بإجماع واسع، شريطة تقديمه بصلصات معتدلة وغير حريفة، والاكتفاء بنوع واحد فقط -كالبيني أو السباغيتي- لمنع التكدس والحفاظ على انسيابية الحركة أمام البوفيه. وختامًا، تكمن الوصفة السحرية لبوفيه ناجح في التركيز على جودة المكونات لا كثرتها، وضمان التناغم بين العناصر المختلفة من بروتين وخضار، مع الحرص الشديد على تجنب الأطعمة التي تفقد رونقها بمرور الوقت أو عند برودتها، ومراعاة سهولة تناول الطعام لكبار السن والأطفال لضمان راحة الجميع.