غادرت بعثة المنتخب المصري مقر إقامتها بمدينة أغادير في المملكة المغربية، وسط حالة من التفاؤل والروح العالية التي سيطرت على جميع أفراد الفريق، متوجهة صوب ملعب “أدرار” استعدادًا لقص شريط مشاركتها في نهائيات كأس الأمم الأفريقية 2025. وتستغرق الرحلة بالحافلة إلى مسرح المواجهة الافتتاحية ضد منتخب زيمبابوي، والتي من المقرر انطلاق صافرتها في العاشرة من مساء اليوم، قرابة الخمس وأربعين دقيقة، حيث يسعى الفراعنة لتحقيق انطلاقة قوية واقتناص نقاط المباراة الثلاث في مستهل مشوارهم بدور المجموعات.

وعلى الصعيد الفني، حسم الجهاز الفني بقيادة حسام حسن خياراته التكتيكية للمباراة، حيث استقر الرأي بشكل نهائي على الدفع بالمحترف عمر مرموش لقيادة خط الهجوم كرأس حربة صريح، مفضلاً الاحتفاظ بمصطفى محمد كورقة رابحة يتم استخدامها حسب مجريات اللعب. وبناءً على هذه الرؤية، سيتشكل المثلث الهجومي للفراعنة من القائد محمد صلاح ومحمود تريزيجيه كجناحين هجوميين، مع تمركز مرموش في العمق لتهديد مرمى الخصم، مدعومين بقائمة متكاملة تضم نخبة من الحراس والمدافعين ولاعبي الوسط الجاهزين للدفاع عن ألوان المنتخب.

وفي الجهة المقابلة، يدخل منتخب زيمبابوي، المعروف بلقب “المحاربين”، اللقاء تحت قيادة فنية للمدرب الروماني ماريو مارينكا، الذي تولى المهمة مؤخراً خلفاً للألماني مايكل نيس، وقد خاض الفريق تحت إشرافه فترة إعداد تضمنت مواجهتين وديتين متباينتين أمام كل من الجزائر وقطر. وتعتمد كتيبة زيمبابوي بشكل رئيسي في هذه البطولة على خبرات لاعبيها المحترفين في الخارج، إذ تزخر قائمتهم بعشرين لاعباً ينشطون في دوريات عالمية مختلفة، وتستحوذ الأندية الإنجليزية والجنوب أفريقية على النصيب الأكبر من هؤلاء المحترفين، بالإضافة إلى عناصر أخرى موزعة في دوريات أوروبية وأمريكية متنوعة.

وقد نجح المنتخب الزيمبابوي في بلوغ النهائيات للمرة الخامسة في تاريخه بعد مشوار جيد في التصفيات حل فيه وصيفاً للمنتخب الكاميروني، حيث أظهر الفريق تماسكاً مكنه من جمع تسع نقاط بفضل انتصارين وثلاثة تعادلات، معتمداً على تألق بعض عناصره الهجومية مثل والتر موسونا. ورغم النتائج المخيبة للآمال في تصفيات المونديال الأخيرة التي لم يحققوا فيها أي انتصار وتذيلوا مجموعتهم، إلا أن “المحاربين” يطمحون لتغيير الصورة وتقديم أداء مشرف في هذه النسخة القارية، استكمالاً لتاريخ مشاركاتهم الذي بدأ منذ نسخة تونس عام 2004.