يترقب عشاق الساحرة المستديرة ليلة كروية مميزة، حيث تتجه الأنظار صوب الملعب الذي يحتضن المواجهة القوية بين المنتخب المصري ونظيره الأنجولي ضمن منافسات العرس الأفريقي المقام حاليًا في المغرب. وتعد هذه المباراة محطة هامة للجماهير التي تبحث بشغف عن الوسائل المتاحة لمتابعة اللقاء، في ظل انحصار حقوق البث الفضائي المشفر لشبكة قنوات “بي إن سبورتس”، التي تنقل حصريًا فعاليات كأس الأمم الأفريقية 2025. ويدخل “الفراعنة” هذا اللقاء بأريحية كبيرة بعد ضمانهم التواجد في ثمن النهائي، متربعين على قمة المجموعة الثانية بالعلامة الكاملة من النقاط، في حين يعاني المنتخب الأنجولي في المركز الثالث بنقطة يتيمة حصدها من تعادل سابق مع زيمبابوي، مما يجعل موقفه أكثر تعقيدًا.

وبعيدًا عن الاشتراكات المشفرة، توجد نافذة أمل للجماهير العربية لمشاهدة المباراة عبر القنوات الأرضية المفتوحة المتاحة عبر الأقمار الصناعية؛ إذ تنقل القناة الجزائرية الأرضية اللقاء عبر تردد 11680 باستقطاب أفقي ومعدل ترميز 27500، إضافة إلى القناة المغربية الأرضية التي يمكن استقبالها على تردد 11157 باستقطاب رأسي. وعلى الصعيد الفني، استقر الجهاز الفني للمنتخب المصري على توليفة تضم مزيجًا من الشباب والخبرة، حيث يحرس العرين مصطفى شوبير، وأمامه خط دفاعي يتكون من أحمد عيد وحسام عبد المجيد ومحمد إسماعيل وخالد صبحي بجانب أحمد فتوح، بينما يقود خط الوسط الثلاثي مهند لاشين وإبراهيم عادل ومحمود صابر، لتمويل الهجوم الذي يقوده صلاح محسن ومصطفى محمد. وتضم القائمة المستدعاة للبطولة نخبة من النجوم، يتقدمهم القائد محمد صلاح وعمر مرموش ومحمود تريزيجيه، إلى جانب حراس مرمى مخضرمين مثل الشناوي، مما يوفر خيارات متعددة للمدرب.

وبالعودة إلى سجلات التاريخ، نجد أن التفوق التاريخي يميل لصالح أبناء النيل في مواجهاتهم السابقة ضد “الغزلان السوداء” بأمم أفريقيا، حيث التقى الطرفان مرتين وانتهت كلتاهما بفوز مصر بنتيجة هدفين لهدف. كانت الأولى في نسخة 1996 بجنوب أفريقيا وتألق فيها أحمد الكاس، والثانية في ربع نهائي نسخة 2008 بغانا حيث سجل حسني عبد ربه وعمرو زكي، وهو العام الذي شهد تتويج الفراعنة باللقب تحت قيادة “المعلم” حسن شحاتة. ويحمل المنتخب المصري إرثًا ثقيلاً كونه سيد القارة السمراء بامتلاكه الرقم القياسي في عدد الألقاب بسبعة كؤوس، متفوقًا على الكاميرون وغانا، كما أنه الأكثر ظهورًا في النهائيات. ولا تقتصر الأرقام القياسية على الألقاب الجماعية فحسب، بل تمتد لتشمل الإنجازات الفردية لنجوم مثل أحمد حسن وعصام الحضري اللذين توجا باللقب أربع مرات، وكذلك المدرب التاريخي حسن شحاتة الذي عانق الكأس ثلاث مرات متتالية، مسطرًا حقبة ذهبية لا تُنسى في تاريخ الكرة الأفريقية.