تلجأ الكثير من السيدات إلى جلسات المعالجة الفردية مثل الكيراتين والبروتين سعيًا وراء خصلات انسيابية وبراقة، لكن المفارقة تكمن في أن هذه الإجراءات قد تنتهي أحيانًا بنتائج عكسية تضر بصحة الشعر بدلاً من تجميله، فآلية عمل هذه المواد تعتمد في الأساس على تغليف الشعرة بطبقة خارجية للسيطرة على التطاير ومنحها ملمسًا ناعمًا، غير أن المبالغة في ذلك قد تُحدث خللاً في التوازن الطبيعي للرطوبة الداخلية، مما يحول النعومة المؤقتة إلى جفاف وتكسر مع مرور الوقت، لذا فإن فهم طبيعة الشعر بعد هذه الجلسات هو المفتاح الأول للحفاظ عليه.

ولضمان استمرار رونق الشعر وتجنب تدهور حالته، لا بد من الانتباه إلى روتين العناية اليومي والابتعاد عن ممارسات شائعة قد تسرع من تلفه، ومن أبرز هذه الأخطاء الاعتقاد الخاطئ بأن الشعر يحتاج لمزيد من الدعم البروتيني، في حين أن الإفراط في استخدام المستحضرات الغنية بالبروتين يزيد من قساوة الشعرة وجفافها بدلاً من ترطيبها، كما أن التعامل العنيف مع الخصلات، سواء عبر الشد القوي أثناء التصفيف وهي في حالة ضعف، أو تعريضها لدرجات حرارة مرتفعة دون وضع طبقة حماية، أو حتى غسل الشعر بشكل مفرط باستخدام أنواع شامبو قوية تحتوي على السلفات، كلها عوامل تؤدي مجتمعة إلى تجريد الشعر من حيويته المكتسبة وتكسره.

تكمن الخطوة الفعالة لاستعادة عافية الشعر وترميمه في تغيير استراتيجية العناية للتركيز الكلي على الترطيب العميق لتعويض ما فُقد من ليونة، حيث يُنصح بالاعتماد على ماسكات تحتوي على مكونات طبيعية غنية مثل زبدة الشيا، والجلسرين، وخلاصة الصبار لتهدئة الشعر، مع ضرورة تقنين استخدام منتجات البروتين لتصبح على فترات متباعدة لا تقل عن ثلاثة أسابيع عند الضرورة القصوى، ولضمان أفضل النتائج، يجب استبدال المنظفات التقليدية بأخرى لطيفة خالية من الكبريتات، وتجفيف الشعر بطريقة “التربيت” بمنشفة قطنية ناعمة بدلاً من الفرك العنيف الذي يمزق الألياف، بالإضافة إلى الالتزام بقص الأطراف المجهدة دوريًا وترطيب النهايات بزيوت خفيفة القوام وسريعة الامتصاص كزيت الجوجوبا أو الأرجان.

وفي بعض الحالات المتقدمة، قد تتجاوز المشكلة حدود العناية المنزلية وتستدعي تدخلاً علاجيًا متخصصًا، خاصة عند ملاحظة تساقط كثيف للشعر بصورة غير مألوفة، أو حدوث تكسر حاد يبدأ من الجذور، أو فقدان الشعر لمرونته ولمعانه بشكل كلي، ولتجنب الوصول لهذه المرحلة وضمان استدامة صحة الشعر مستقبلاً، يُفضل منح الشعر فترة نقاهة كافية بعدم تكرار جلسات الفرد الكيميائي إلا بعد انقضاء ستة أشهر على الأقل، مع دعم صحته داخليًا عبر التغذية السليمة الغنية بالفيتامينات وشرب كميات وافرة من الماء، وخارجيًا عبر تقليل الاحتكاك أثناء النوم باستخدام وسائد ذات ملمس حريري ناعم.