مع حلول الأجواء الباردة، تصبح العناية بالبشرة تحدياً يومياً، وتعد الشفاه من أكثر المناطق حساسية وتأثراً بتغيرات الطقس، حيث يعاني الكثيرون من جفاف مزعج قد يتجاوز مجرد التأثير على المظهر العام ليسبب شعوراً بعدم الراحة، وفي حال إهماله، قد تتفاقم الحالة لتصل إلى حدوث تشققات عميقة، نزيف، أو حتى التهابات مؤلمة تتطلب تدخلاً علاجياً.

تتضافر عدة عوامل لتسبب هذه الحالة، فمن الناحية البيئية، يؤدي انخفاض درجات الحرارة وتراجع معدلات الرطوبة في الجو إلى تجريد الشفاه من ليونتها الطبيعية، كما تساهم بعض العادات الشخصية الخاطئة في زيادة حدة المشكلة، مثل محاولة ترطيب الشفاه باللسان التي تأتي بنتائج عكسية، أو قلة شرب السوائل. إضافة إلى ذلك، قد يكون الجفاف مؤشراً داخلياً على نقص في بعض العناصر الغذائية الهامة كالحديد وفيتامينات “ب”، أو رد فعل تحسسي تجاه مركبات كيميائية موجودة في بعض أنواع أحمر الشفاه أو معجون الأسنان.

وللحفاظ على شفاه صحية، يوصي المختصون بتبني روتين وقائي يعتمد على العزل والترطيب، وذلك باستخدام مستحضرات طبية غنية بمكونات مثل شمع العسل، الفازلين، أو زبدة الشيا، مع ضرورة التخلي عن عادة بل الشفاه باللعاب. ولا يقتصر العلاج على الدهانات الموضعية، بل يشمل أيضاً تعزيز الرطوبة الداخلية للجسم عبر شرب الماء بوفرة، واستخدام أجهزة لزيادة رطوبة الهواء داخل الغرف لتقليل جفاف الجو المحيط، مع التأكيد على أهمية استشارة الطبيب في الحالات المستعصية لمنع حدوث عدوى.

من الضروري الانتباه إلى أن استمرار الأعراض لفترات طويلة دون تحسن، أو مرافقتها لتورم شديد ونزيف متكرر، قد يكون جرس إنذار لوجود خلل صحي أعمق أو حساسية تتطلب تشخيصاً دقيقاً. وبشكل عام، تعتبر العناية المستمرة واليومية بالشفاه، لا سيما في المواسم الباردة، إجراءً بسيطاً لكنه جوهري لضمان الراحة والوقاية من الألم.