تُعد خشونة القدمين وظهور الشقوق العميقة في منطقة الكعبين من المشكلات المزعجة التي تؤرق الكثيرين، ورغم شيوعها بين النساء، إلا أنها قد تصيب أي شخص نتيجة تضافر عدة عوامل تسلب الجلد رطوبته وليونته. من أبرز هذه المسببات العادات اليومية التي قد لا نلقي لها بالاً، مثل الاعتماد المستمر على الأحذية المكشوفة من الخلف، أو الوقوف على القدمين لساعات طويلة مما يزيد الضغط عليهما. كما تلعب العوامل البيئية دوراً كبيراً، فالطقس البارد والجاف، إلى جانب الاستحمام بمياه شديدة السخونة واستخدام أنواع صابون قوية التركيب، كلها أمور تؤدي إلى جفاف البشرة وتكسر حاجز الحماية الطبيعي للجلد.

وبعيداً عن العوامل الخارجية، قد يكون تشقق الكعبين مؤشراً وعرضاً لمشكلات صحية داخلية تستدعي الانتباه. فعلى سبيل المثال، يؤدي قصور الغدة الدرقية إلى اضطرابات هرمونية تنعكس سلباً على صحة الجلد، كما تتسبب حالات مزمنة مثل “متلازمة شوغرن” في ضعف قدرة الجسم على إنتاج السوائل والترطيب اللازم. بالإضافة إلى ذلك، قد تساهم العدوى الفطرية كـ “قدم الرياضي”، أو بعض الحالات الجلدية الخاصة بالأطفال، وحتى الزوائد العظمية في الكعب، في تفاقم حالة الجفاف وجعل الجلد أكثر عرضة للتشقق والألم.

ولاستعادة نعومة القدمين ومعالجة هذه التشققات بفاعلية، يمكن اتباع روتين منزلي يعتمد على العناية المكثفة بمكونات بسيطة. تبدأ الخطوة الأولى بتجهيز حمام مائي دافئ مضاف إليه قليل من سائل الاستحمام، وتُترك فيه القدمان لمدة لا تقل عن خمس عشرة دقيقة لليين الجلد القاسي. بعد ذلك، يتم دهن القدمين بزيت الزيتون وفركهما جيداً باستخدام الحجر المخصص لإزالة الجلد الميت، حيث يساعد الزيت في جعل عملية التقشير أكثر سلاسة وعمقاً.

تُختتم هذه العناية بخطوة حاسمة لترطيب عميق، وذلك بدهن الكعبين بكريم مرطب عالي الجودة بعد التقشير مباشرة. ولتعزيز النتيجة، توضع نصف ليمونة لتغطي منطقة الكعب، ثم يتم ارتداء جوارب قطنية فوقها وتُترك طوال فترة النوم ليلاً، مما يسمح للجلد بامتصاص المواد المعالجة ببطء. يُنصح بتطبيق هذا الروتين العلاجي مرتين أو ثلاث مرات شهرياً للحصول على ملمس ناعم وقدمين بصحة جيدة.