عند التخطيط للرحلات الطويلة، لا ينبغي أن يقتصر التحضير على حزم الحقائب وحجز التذاكر فحسب، بل يجب أن تحتل السلامة الصحية أولوية قصوى. وفي هذا السياق، يشدد خبراء طب السفر في ألمانيا على ضرورة تفقد السجل المناعي والتأكد من الحصول على التحصينات اللازمة قبل موعد المغادرة بفترة كافية، تتراوح مثالياً بين ستة وثمانية أسابيع.

وفي حال اقتضت الضرورة الطبية تلقي عدة لقاحات، تختلف القواعد المتبعة باختلاف طبيعة المصل؛ فاللقاحات الحية تتسم بخصوصية معينة، إذ يمكن أخذها مجتمعة في التوقيت ذاته، ولكن إذا تم الفصل بينها، فلا بد من الانتظار لمدة شهر كامل بين الجرعة والأخرى. أما بالنسبة للقاحات غير الحية، فالأمر أكثر مرونة، حيث لا توجد شروط تلزم بوجود فواصل زمنية محددة سواء بينها وبين بعضها، أو حتى عند دمجها مع لقاحات حية.

ولضمان أقصى درجات الفاعلية، يُنصح بإتمام الجدول الزمني للتطعيمات قبل أسبوعين على الأقل من بدء الرحلة؛ فهذه الفترة تمنح الجسم مهلة كافية لبناء حائط صد مناعي قوي، كما تضمن تلاشي أي أعراض جانبية محتملة للقاح قبل صعود الطائرة. وتزداد أهمية هذه الإجراءات عند التوجه إلى مناطق قد تعاني من ضعف في الرقابة الصحية على الأغذية والمشروبات، حيث تشمل التحصينات الشائعة لتلك الوجهات الحماية ضد أمراض مثل الكوليرا، والتهاب الكبد الوبائي (أ)، وداء الكلب، والتهاب الدماغ الياباني.