تتميز ثمرة الكيوي بكونها منجمًا طبيعيًا يزخر بالعناصر الضرورية لصحة الإنسان، فهي لا تكتفي بمد الجسم بمجموعة متنوعة من الفيتامينات مثل “سي” و”هـ” و”ك” فحسب، بل تزوده أيضًا بمعادن حيوية كالبوتاسيوم والفولات، إلى جانب وفرة الألياف ومضادات الأكسدة. وينعكس هذا التكوين الغذائي الفريد بشكل مباشر على كفاءة الجهاز المناعي؛ إذ يعمل فيتامين “سي” وغيره من المركبات المضادة للأكسدة كخط دفاع قوي يعزز قدرة الجسم على مقاومة العدوى، مما يساهم بفعالية في الوقاية من الأمراض الموسمية المعتادة مثل نزلات البرد والإنفلونزا.

وعلى صعيد صحة القلب والأوعية الدموية، يلعب الكيوي دورًا جوهريًا في الحفاظ على سلامة الدورة الدموية. فقد أظهرت الأبحاث أن الانتظام في تناول ثلاث حبات منه يوميًا يمكن أن يحدث فارقًا صحيًا ملموسًا، وذلك بفضل احتوائه على مادة اللوتين ومركبات حيوية أخرى تساهم في ضبط مستويات ضغط الدم. علاوة على ذلك، يساعد هذا النمط الغذائي في تقليل كمية الدهون السارية في الدم، مما يقلل بشكل كبير من احتمالات التعرض للأزمات القلبية أو السكتات الدماغية المفاجئة.

ولا تقتصر فوائد هذه الفاكهة على المناعة والقلب، بل تمتد لتشمل تحسين أداء الجهاز الهضمي بأسلوب متفرد. فبجانب احتوائه على الألياف الغذائية المهمة، يتميز الكيوي بوجود إنزيم خاص يُعرف بـ “الأكتينيدين”، والذي يتولى مهمة تفتيت وتحليل البروتينات المعقدة الموجودة في الطعام، مما يسهل عملية الهضم ويجعلها أكثر سلاسة وانتظامًا، موفرًا بذلك راحة كبيرة للمعدة والأمعاء.