يتربع اليوسفي على عرش الفاكهة في الأجواء الباردة، ليس فقط لنكهته المنعشة التي تمزج بين الحلاوة والحموضة، بل لكونه كنزاً غذائياً يمد الجسم بما يحتاجه لمقاومة قسوة الشتاء، حيث يؤكد الخبراء أن إدراج هذه الثمرة ضمن الروتين الغذائي اليومي يمكن أن يحدث فارقاً ملموساً في الحالة الصحية العامة، لا سيما في الأوقات التي تنشط فيها العدوى الفيروسية.
يشكل تناول هذه الفاكهة بانتظام درعاً واقياً للصحة؛ فبفضل محتواه العالي من فيتامين “سي”، يتعزز نشاط الجهاز المناعي، مما يجعله سلاحاً فعالاً في تقليص فترات التعافي من الزكام وتخفيف حدة الأمراض الموسمية الشائعة، ولا تتوقف المزايا عند المناعة فحسب، بل تمتد لتشمل الجهاز الهضمي، إذ تساهم الألياف الوفيرة في تنظيم حركة الأمعاء والوقاية من المشاكل الهضمية، وعلى صعيد آخر، تلعب مضادات الأكسدة دوراً جوهرياً في حماية القلب والأوعية الدموية، حيث تساعد في ضبط مستويات ضغط الدم ومحاربة الالتهابات.
ومن المثير للاهتمام قدرة اليوسفي على تعويض نقص السوائل الذي نعاني منه شتاءً بسبب قلة الشعور بالعطش، فهو يمنح الجسم ترطيباً طبيعياً ينعكس إيجاباً على نضارة البشرة ويحفز إنتاج الكولاجين لمقاومة الجفاف والتشققات الجلدية، كما أنه يعد رفيقاً مثالياً لمن يسعون للحفاظ على رشاقتهم، نظراً لسعراته المحدودة وقدرته على منح شعور بالامتلاء لفترات أطول، مما يساعد في ضبط الشهية.
ورغم هذه الفوائد الجمة، يبقى الاعتدال سيد الموقف؛ فالإسراف في تناوله قد ينقلب ضداً، مسبباً تهيجاً في المعدة أو شعوراً مزعجاً بالحموضة لدى البعض، فضلاً عن احتمالية تأثير سكرياته الطبيعية على مستويات السكر في الدم لدى المصابين بداء السكري إذا استهلك بكميات مفرطة، لذا يرى المختصون في التغذية أن الاكتفاء بحبة أو اثنتين يومياً يضمن الحصول على القيمة الغذائية الكاملة وتجنب أي آثار جانبية غير مرغوبة.
التعليقات