في خضم سباق الحياة المتسارع وتعدد الأدوار التي تلعبها المرأة، بات الحفاظ على ترتيب المنزل أشبه بمعركة يومية لا تنتهي، خاصة مع ضيق الوقت والشعور الدائم بالإرهاق. ولكن وسط هذا الضجيج، برزت استراتيجية ذكية لاقت رواجاً واسعاً، تعتمد على تغيير الذهنية المتبعة في التنظيف من الجهد الشاق إلى التوزيع الذكي للمهام، وهي ما يُعرف بقاعدة “الدقائق الخمس”، التي تعد حلاً سحرياً لكسر حاجز الكسل والتعامل مع الفوضى بذكاء بدلاً من العناء.
تتمحور فلسفة هذه الطريقة حول خدعة نفسية بسيطة؛ فالعقل البشري يميل عادةً إلى استصعاب المهام الطويلة والمعقدة، لكنه يتقبل بسهولة القيام بعمل يستغرق وقتاً قصيراً جداً. ومن هنا، بدلاً من تخصيص ساعات طويلة مرهقة لتنظيف المنزل دفعة واحدة، يتم تقسيم العمل إلى جولات قصيرة ومحددة، حيث يتم تخصيص خمس دقائق فقط لكل ركن من أركان المنزل. هذه المدة القصيرة كفيلة بإحداث فرق ملحوظ دون أن يشعر المرء بوطأة المسؤولية، مما يضمن استمرارية الترتيب ويمنع تراكم الفوضى التي تؤدي عادةً إلى الإحباط.
عند تطبيق هذه المنهجية عملياً، يمكن البدء بجولة سريعة داخل غرفة النوم لترتيب الفراش وتهوية المكان، ثم الانتقال لغرفة المعيشة لإعادة الوسائد إلى أماكنها وإزالة أي أغراض لا تنتمي للمكان. وفي المطبخ، تكفي هذه الدقائق المعدودة لغسل الأطباق العالقة ومسح الأسطح سريعاً، وكذلك الأمر بالنسبة للحمام من خلال تلميع الحوض وترتيب المناشف. وللتعامل مع الأشياء المبعثرة التي ليس لها مكان محدد، يُنصح بتخصيص صندوق واحد لتجميعها فيه خلال تلك الدقائق، مما يوفر وقتاً طويلاً من البحث والشتات. ولضمان أفضل النتائج، يُفضل استخدام مؤقت زمني لضبط الإيقاع والالتزام بعدم التأجيل، وبذلك يظل المنزل محافظاً على رونقه ونظافته طوال الوقت بأقل مجهود ممكن.
التعليقات