استعاد المدير الفني الدنماركي للنادي الأهلي، ييس توروب، ذكرياته القديمة في الملاعب، مشيداً بزميله السابق محمود أبو الدهب الذي شاركه تجربة الاحتراف في الدنمارك، حيث وصفه بالشخصية المميزة والزميل الرائع، معرباً عن شوقه للقائه مجدداً. ولم يكتفِ المدرب بالحديث عن الماضي، بل انتقل لتسليط الضوء على تحديات العصر الحالي، وتحديداً تأثير منصات التواصل الاجتماعي على اللاعبين الشباب، ناصحاً إياهم بضرورة التعامل بحذر مع العالم الافتراضي الذي يسهل فيه النقد من خلف الشاشات، مشدداً على أن التركيز يجب أن ينصب على أرض الملعب وتعليمات الجهاز الفني بدلاً من الانشغال بآراء الجمهور الإلكتروني.

وفيما يخص فلسفته التدريبية وتعاملاته الإنسانية، أوضح توروب في حديثه المتلفز أنه يؤمن بمبدأ المعاملة بالمثل، حيث يسعى دائماً لمنح الاحترام للجميع وينتظر المقابل ذاته، مؤكداً أنه لا يرى نفسه صاحب أسلوب خارق بقدر ما هو نتاج تربية وقيم نشأ عليها. وأشار إلى حرصه على العدالة بين اللاعبين وتجهيزهم جميعاً تكتيكياً، مستشهداً بلقاء سابق جمعه بالنجم تريزيجيه في تركيا كدليل على تقديره للاعبين. وحول الأسماء الغائبة أو العائدة من الإصابة مثل علي معلول، كان رده حاسماً بضرورة العمل مع القائمة المتاحة حالياً، معتبراً أن التطوير المستمر للأداء هو الهدف الأسمى للمنافسة في مختلف البطولات المحلية والقارية.

وعن رؤيته لمستقبل الفريق واللاعبين الصاعدين، أكد المدرب الدنماركي أن الثقة بالنفس هي المفتاح، داعياً العناصر الشابة للتمسك بفرصهم والاقتداء بزملائهم، ومشيراً إلى أن مشاركة لاعب مثل مصطفى العش تعد رسالة واضحة بأن الباب مفتوح لكل من يثبت جدارته. ورغم احترامه الكامل لأساطير النادي السابقين، إلا أنه شدد على أن تركيزه ينصب بالكامل على المجموعة الحالية لصناعة جيل قوي قادر على حصد الألقاب، معرباً عن تفاؤله بفرص المنتخب المصري في الوصول لمراحل متقدمة بكأس العالم، ومتمنياً التوفيق لمحمد صلاح في مهمته الوطنية بعيداً عن الشائعات التي تحيط بعلاقته بمدربيه في أوروبا.

وفي سياق متصل بطموحاته مع القلعة الحمراء، كشف توروب عن دراسته المتعمقة لتاريخ النادي وإنجازات من سبقوه مثل مارسيل كولر والأسطورة مانويل جوزيه، مؤكداً أن معرفة الماضي تمنحه الوقود لصناعة المستقبل، وليس للخوف منه. وأبدى رغبته الجامحة في إضافة نجوم جديدة على قميص الفريق وبناء مشروع طويل الأمد يمتد لسنوات، وهو ما نقله لعائلته كدليل على جديته في الاستقرار. وأكد أن هدفه لا يقتصر فقط على الفوز، بل تقديم كرة قدم ممتعة تليق بجماهير الأهلي العريضة، معتبراً أن تحقيق البطولات هو الهدية الأمثل لهذا الجمهور.

واختتم المدرب حديثه بالتطرق إلى حياته الشخصية في القاهرة، واصفاً الشعب المصري بالودود والعاطفي، مما جعله يشعر بأنه جزء من هذا النسيج الاجتماعي هو وأسرته. وأبدى إعجابه الشديد بالأهرامات التي زارها مرتين، ورغبته في استكشاف المزيد من المعالم مثل المتحف المصري، مشيراً إلى أن توقيف الناس له في الأماكن العامة والتقاط الصور لا يزعجه بل يشعره بالمحبة، خاصة في بلد يتنفس سكانه كرة القدم، لدرجة أنه كان يتمنى لقاء ملكة الدنمارك أثناء زيارتها لمصر ليشاطرها هذا الانبهار بالثقافة المصرية.