صاحب الضجة الإعلامية التي رافقت تكهنات خبيرة الفلك ليلى عبد اللطيف للعام الحالي حالة من التساؤل والشك، لا سيما بعد انقضاء فترة زمنية ليست بالقصيرة دون أن يلمس الناس تحققاً فعلياً لتلك النبوءات على أرض الواقع. فقد رسمت هذه التوقعات صورة تضمنت سيناريوهات كبرى شملت الجوانب السياسية والاقتصادية وحتى البيئية، غير أن مجريات الأحداث أثبتت حتى الآن أن السيناريو الواقعي كان مختلفاً تماماً عما تم ترويجه في بداية العام.
وعند النظر إلى التفاصيل، نجد أن التنبؤات التي أثارت القلق لم تجد طريقها للحدوث؛ فالحديث عن كوارث طبيعية وزلازل مدمرة تضرب سواحل المتوسط لم يتجاوز كونه حبراً على ورق، كما أن الساحة العربية لم تشهد رحيل أي قامة بارزة بشكل مفاجئ كما قيل. وعلى الصعيد الاستراتيجي، بقيت الملفات الساخنة كقضية سد النهضة تراوح مكانها دون أن تشهد تلك التحولات الدراماتيكية أو الانفجارات السياسية التي تم التحذير منها. وينسحب الأمر ذاته على الجانب الاقتصادي والصحي، حيث حافظت العملات العالمية على وتيرتها دون انهيارات مفاجئة للدولار، ولم يظهر ذلك الوباء المجهول الذي هُول من قدرته الفتاكة مقارنة بجائحة كورونا.
هذا التباين الصارخ بين التوقعات والواقع ألقى بظلاله على نقاشات رواد منصات التواصل الاجتماعي، حيث تفرقت الآراء بين من لا يزال يبحث عن مبررات أو تفسيرات بديلة لتأخر حدوث هذه الوقائع، وبين تيار آخر يرى أن الاعتماد على صياغات فضفاضة وغامضة هو ما يجعل إثبات مصداقية هذه التنبؤات أمراً عسيراً. وفي المحصلة، يعزز غياب هذه الأحداث القناعة بأن ما يطرح في هذا السياق لا يعدو كونه قراءات عامة تفتقر للدقة العلمية، وتظل بعيدة كل البعد عن اليقين في استشراف المستقبل.
التعليقات